أرسلت فرنسا أمس الخميس إلى الأردن طائرة محملة بمعدات طبية وعشرين طنا من الأدوية وطاقم من الأطباء والممرضين. وأكدت السلطات الفرنسية أن هذه المعدات ستستخدم لإسعاف الجرحى والمرضى السوريين الذين يدخلون إلى الأراضي الأردنية هربا من المعارك التي تجري في سوريا بين القوات النظامية والمعارضة السورية المسلحة. ومن شأن هذه المعدات السماح بإجراء عمليات تتراوح بين ست وعشر ومعالجة آخرين كل يوم. وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قد أمر يوم الاثنين الماضي بالعمل على اتخاذ الإجراءات اللازمة لإرسال هذه الطائرة بسرعة إلى الأردن . وعلمت " الرياض" أمس من مصادر فرنسية مطلعة أن المآخذ التي أخذها الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي على خلفه بشأن عدم تحرك فرنسا بما فيه الكفاية بشأن الملف السوري تعد عنصرا أساسيا من العناصر التي ساهمت في تنشيط الدبلوماسية الفرنسية حول الأزمة السورية . المكالمة بين ساركوزي وعبد الباسط حركت الدبلوماسية الفرنسية إزاء الملف السوري فقد اضطر جان مارك إيرولت رئيس الوزراء نفسه إلى التأكيد على أن بلاده تبذل قصارى جهدها لمحاولة إيجاد مخرج للأزمة السورية مع أطراف كثيرة منها المعارضة السورية والجامعة العربية ومجلس الأمن الدولي الذي تتولى فرنسا هذا الشهر رئاسته الدورية . واضطر لوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسي إلى القول إن مجلس الأمن الدولي سيعقد يوم الثلاثين من الشهر الجاري اجتماعا على مستوى وزراء خارجية الدول الأعضاء فيه للبحث في الأوضاع الإنسانية التي لديها علاقة بتطورات الأزمة السورية. ورد قياديون في الحزب الاشتراكي وعدة وزراء في الحكومة الحالية بعنف على المآخذ التي أخذها ساركوزي تجاه تعامل الرئيس الحالي مع الملف السوري على إثر المكالمة الهاتفية التي حصلت قبل يومين بين الرئيس الفرنسي السابق وعبد الباسط سيدا رئيس المجلس الوطني السوري أهم فصائل المعارضة السورية..ومفاد هذه المآخذ- حسب الرئيس الفرنسي السابق- أن خلفه لا يتحرك بما فيه الكفاية لدى الأسرة الدولية بشأن الملف السوري على نقيض ما فعل هو من قبل بشأن أزمات كثيرة من أهمها الأزمة الليبية. وأعرب ساركوزي والمقربون منه عن المآخذ إثر المكالمة الهاتفية التي جرت بينه وبين عبد الباسط سيدا رئيس المجلس الوطني السوري. ورأت مارتين أوبري أمينة الحزب الاشتراكي الحاكم أن تصريحات ساركوزي في هذا الشأن " غير مسؤولة".