تزامناً مع ارتفاع وتيرة اعمال العنف والمواجهات في سوريا التي حصدت أمس الاثنين 87 قتيلاً غالبيتهم من المدنيين، وقبل يومين من لقاء بين روسيا وإيران سيتناول الأزمة السورية أكدت فرنسا دعمها الكامل للمعارضة السورية في حين أبدت الولاياتالمتحدة قلقها من أن يكون النظام السوري يستعد لارتكاب مجزرة جديدة بمقابل ذلك. فقد أجرى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس الاثنين اتصالاً هاتفياً بالرئيس الجديد للمجلس الوطني السوري الكردي عبد الباسط سيدا فهنأه بانتخابه رئيساً لهذا المجلس المعارض، وأكد له أن فرنسا تقدم (الدعم الكامل) للمعارضة السورية. وقال الوزير في بيان (هنأته بانتخابه رئيساً جديداً للمجلس الوطني السوري وشددت على دعم فرنسا الكامل للمعارضة السورية). وتابع فابيوس في بيانه (اتفقنا على الطابع الحاسم للمهمة التي أوكلت إلى الرئيس الجديد للمجلس الوطني الذي سيتوجب عليه خلال فترة قصيرة القيام بجهود لإصلاح المجلس الوطني السوري وتوحيد المعارضة). ووجه فابيوس دعوة إلى سيدا للمشاركة في اجتماع أصدقاء الشعب السوري في السادس من يوليو المقبل في باريس. وكان المتحدث باسم الخارجية فانسان فلورياني قد أكد في وقت سابق على ضرورة توصل المعارضة السورية إلى توحيد صفوفها ضمن روح من الانفتاح والاتحاد حول رؤية مشتركة لسوريا الغد. إلى ذلك قالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند للصحافيين أمس إن (الولاياتالمتحدة تنضم إلى الموفد الدولي كوفي أنان للتعبير عن قلقها حيال المعلومات التي تصل من سوريا وتتحدث عن استعداد النظام لمجزرة جديدة. وأضافت نولاند نحرص على تذكير الضباط السوريين بإحدى العبر التي تعلمناها في البوسنة: المجتمع الدولي يستطيع تحديد الوحدات المسؤولة عن الجرائم ضد الإنسانية وستحاسبون جميعاً عن أعمالكم. وما زالت عجلة الدبلوماسية تواصل سيرها في مسعى لحل هذه الأزمة فقد أكدت مصادر بالجامعة العربية أن هناك ترتيبات تجرى حالياً لزيارة مهمة من المقرر أن يقوم بها الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي إلى موسكو قبل نهاية شهر يونيو الجاري بهدف إجراء مباحثات مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف تتركز على الملف السوري وسبل إحداث تغيير في موقف موسكو لدعم التحركات العربية والدولية للتوصل إلى حل للأزمة السورية خاصة بعد أن أعلن لافروف في وقت سابق عدم ممانعة بلاده تنحي الرئيس السوري بشار الأسد إذا كانت هذه رغبة الشعب السوري. وقالت المصادر إنه في الوقت الذي تجري ترتيبات لزيارة العربي إلى موسكو تجري ترتيبات لعقد اجتماع يجمع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف مع نظرائه من دول مجلس التعاون الخليجي. ورجحت المصادر عقد هذا الاجتماع في الرياض خلال النصف الثاني من شهر يونيو الجاري مؤكدة أن الاجتماع يأتي وفقاً لدعوة خليجية تهدف إلي إقناع موسكو بضرورة تغيير موقفها من سورية بوصفه داعماً على طول الخط للنظام السوري وضرورة إدراك خطورة التمسك بهذا الموقف في الوقت التي تزداد فيه خطورة الأزمة وكذا خطورة استمرار الوضع الراهن في ظل تواصل مسلسل المذابح الوحشية الجماعية واتجه الوضع بقوة نحو اشتعال حرب أهلية.