ا ف ب- أثار الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي جدلاً في فرنسا بانتقاداته الضمنية لسياستها تجاه سورية وأثار خصوصاً إستياء وزير الخارجية لوران فابيوس الذي قال انه "كان يتوقع موقفاً آخر من طرف رئيس سابق". وقال فابيوس في حديث نشرته صحيفة لوباريزيان "استغرب أن يرغب ساركوزي في إثارة جدل حول موضوع خطير بينما كنا نتوقع موقفاً آخر من رئيس سابق". وبعد ثلاثة أشهر فقط من هزيمته في الانتخابات الرئاسية خرج ساركوزي عن الصمت الذي لزمه في السابع من آب(أغسطس) منتقداً ضمناً موقف فرنسوا هولاند من الأزمة السورية. وتحادث ساركوزي مطولاً مع رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا وأعلن الإثنان أنهما يتقاسمان نفس التحليل "حول خطورة الأزمة السورية وضرورة تحرك سريع من المجتمع الدولي لتفادي وقوع مجازر". وتحدث ساركوزي وسيدا عن "اوجه شبه كبيرة مع الأزمة الليبية "التي شهدت تدخلاً عسكرياً دولياً في 2011 كانت فرنسا في مقدمته، ملمحين الى احتمال أن يكون التدخل العسكري ضرورياً أيضاً في سورية. ورد فابيوس بالقول "الوضع في سورية في جوهره مختلف جداً على ما كان عليه ليبيا". وأضاف "أولاً من وجهة النظر الجيوستراتيجية لأن سورية محاطة كما يفترض أنه معلوم، بالعراق ولبنان (وما لذلك من انعكاسات على إسرائيل) وتركيا والأردن". وتابع أنه من جهة أخرى أن "الأوضاع العسكرية مختلفة تماماً لأن لدى سورية مخزون كبيرة من الأسلحة وخصوصا الكيميائية منها". وتابع فابيوس أن "التباينات واضحة الى حد أنه لم تطلب أي دولة، أو تعرب عن الأمل في تدخل عسكري (...) لذلك استغرب أن يصدر عن شخص مارس مسؤوليات كبيرة تحليل سريع الى هذا الحد". وتساءل وزير الخارجية الفرنسي عن أسباب تدخل الرئيس السابق قائلاً "هل يهدف ذلك الى عدم السقوط في النسيان؟" أو "لأن ليس لديه ذكريات جيدة مع بشار الأسد الذي دعي الى فرنسا، بحدس خاص لإستباق الأمور، ليرأس إحتفالات 14 تموز(يوليو) 2008؟". من جانبه قال وزير الدفاع جان إيف لو دريان أن وزير الخارجية السابق آلان جوبيه "كان يتحدث باستمرار عن التباين بين الوضعين الليبي والسوري". وأعرب محررو افتتاحيات الصحافة الفرنسية إجمالاً عن عدم موافقتهم موقف الرئيس السابق. لكن صحيفة الفيغارو اعتبرت أن نيكولا ساركوزي "بتذكيره الدور الذي اتخذه في ليبيا" يعبر عن "إحباط يشعر به الرأي العام أمام هذه الدرجة من العجز" أمام الوضع في سورية. لكن صحيفة لالزاس الإقليمية علقت بالقول "في الواقع كل هذا كلام فارغ".