بحث الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي مع عبد الباسط سيدا رئيس المجلس الوطني السوري أهم فصائل المعارضة السورية في سبل تطويق الأزمة السورية. وحصل ذلك أمس الأول خلال مكالمة هاتفية بين الرجلين استمرت أربعين دقيقة. وأكدا في نهاية المكالمة على ثلاثة عناصر قالا إنهما يشتركان فيها وهي أن الأزمة السورية تشكل خطرا على الشعب السوري وعلى المنطقة التي تنتمي إليها سورية جغرافيا وأن الأسرة الدولية مدعوة للتحرك بسرعة لتطويق الأزمة ووضع حد لمعاناة الشعب السوري وأن هناك حسب رأيي ساركوزي وسيدا تشابها كبيرا بين الأزمة السورية والأزمة الليبية . والملاحظ أنها المرة الأولى التي يتدخل فيها الرئيس الفرنسي السابق بشكل علني في مجرى الأحداث منذ انهزامه يوم السادس من شهر مايو الماضي في أعقاب الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية التي حملت اليسار إلى هرم السلطة التنفيذية ومكنت فرانسوا هولاند من الحلول محله في قصر الإيليزيه. وهي أيضا المرة الأولى التي يتولى فيها رئيس فرنسي سابق التعليق بشكل غير مباشر على أداء خلفه . فالتركيز على الأزمة الليبية خلال التطرق إلى الأزمة السورية يطرح مجددا مآخذ أخذها الرئيس السابق في مجالسه الخاصة على أداء الرئيس الفرنسي الحالي بشأن ملف الأزمة السورية. وقد نسب إلى ساركوزي قوله أكثر من مرة إنه كان له دور أساسي في حمل الأسرة الدولية على التدخل العسكري في ليبيا . بينما يرى ساركوزي أن هولاند الذي تترأس بلاده طوال الشهر الجاري مجلس الأمن الدولي لا يتحرك بما فيه الكفاية لدفع الأسرة الدولية إلى التحرك لوضع حد لجرائم النظام السوري ضد الشعب السوري. ولكن كثيرا من المحللين السياسيين لا يشاطرون هذه المآخذ معتبرين أن موقف هولاند من الأزمة يستند إلى الواقع أي من إصرار روسيا والصين الشعبية على الاعتراض في مجلس الأمن الدولي على مبدأ استخدام القوة ضد النظام السوري. ويقول هؤلاء المحللون إن هولاند محق في التأكيد على أن تقديم مساعدات إنسانية إلى السوريين لاسيما بالنسبة إلى اللاجئين إلى بلدان الجوار من جهة ودعم المعارضة المسلحة من جهة أخرى للتصدي للنظام السوري منهجية سليمة قادرة على إسقاط النظام السوري الحالي . وفي هذا الإطار تندرج الجولة التي سيقوم بها لوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسي إلى كل من الأردن ولبنان وتركيا من الخامس عشر إلى السابع عشر من الشهر الجاري. وهناك قناعة لدى عدد من المحللين السياسيين الفرنسيين بأن تدخل الرئيس الفرنسي السابق في مجرى الأحداث من خلال الملف السوري هو بمثابة الرسالة المزدوجة إلى الطبقة السياسية الفرنسية وإلى حزب " الاتحاد من أجل حركة شعبية " المعارض الذي كان يترأسه. فساركوزي يريد أن يقول إنه لم ينته سياسيا من ناحية ويريد من ناحية أخرى التأكيد للمتنافسين على خلافته على رأس هذا الحزب أنه لا يزال الشخص الوحيد القادر على توحيد صفوف الحزب وقيادته في المستقبل . ؟