لا تكاد تلج المنطقة المركزية لمدينة بريدة حيث يقع ملتقى منتجات المنطقة من كافة أنواع الخضار والحبحب والشمام، إلا وتتسأل هل انا فعلا في منطقة القصيم، هل انا في منطقة مهمة من مناطق المملكة زراعياً وأحد المراكز الرئيسية لانطلاقة المنتجات اليومية إلى مناطق المملكة. فالبيع على الأرض وتغلغل عوادم السيارات واحتمالية التلف السريع وتشبع المحاصيل بالمايكروبات، إضافة إلى تكدّس المنتجات، كل ذلك يطرح مجموعة أسئلة في فكر وعقل الزائر، فهذه الممارسات ترسم صورة غير حضارية لأهم أسواق الخضار والفواكه بالمنطقة برغم الإمكانات الهائلة المتوافرة وتطبيق الشروط الصحية لضمان وصول المنتجات إلى مائدة المستهلك بشكل صحي ولائق. فأمانة منطقة القصيم قامت بتوزيع مظلات مجانية على المواطنين لبيع الخضراوات والحبحب والشمام من دون أن تؤمن الكهرباء في ليالي رمضان ما أدى إلى الاستعانة بالمولدات الكهربائية العشوائية، هذا وأكد رئيس المجلس البلدي بأمانة منطقة القصيم د. حمد بن صالح الغنيم ل (الرياض) أن المظلات العشوائية والبيع في أماكن غير مخصصة مظهر غير حضاري وغير صحي يجب أن ينظم وأن يتعامل معه بجدية وحزم حرصاً على صحة المواطن والذوق العام خصوصاً وأن النظام الصادر من وزارة البلديات وضع الحلول والعقوبات والجزاءات المناسبة لمن يمارس الأنشطة التجارية غير المرخصة، مشددا على انه قد صدر قبل فترة وجيزة عن المجلس قرارا يقضي بإنشاء سوق للتجزئة للخضار والفاكهة واللحوم في شمال مدينة بريدة سيكون له الأثر الكبير في تخفيف انتشار ظاهرة البيع على جنبات الطرق الرئيسة وسيكون من السهل توجيه الباعة إلى السوق والترخيص لهم لأخذ موقع مناسب لهم ومزاولة البيع. من جانبه أوضح محمد بن صالح الدباسي مدير العلاقات العامة والإعلام الصحي والناطق الإعلامي لصحة القصيم أن اتساع مدينة بريدة بهذا الشكل من الممكن أن يكون قد أربك العديد من الجهات الحكومية الخدمية، فهناك تسارع شديد في اتساع المساحة الجغرافية والرقعة العمرانية والأعداد السكانية، وأشار إلى أن مدينة بريدة نعمت بالسوق المركزي قبل 25 عاماً وكان في وقته مقبولاً ويؤدي الغرض ولكن اختلف الأمر حيث إنها بأمس الحاجة لأربعة أسواق مماثلة من جهاتها الجغرافية الأربع نظراً لتوفر الأراضي الحكومية والأمانة والبلدية من الجهات الخدمية ذات الموارد الذاتية المتميزة عبر إدارة التراخيص والأستثمار، إضافة للاعتمادات المالية المعتبرة التي توفرها حكومتنا الرشيدة. وأكد أن سوق بريدة المركزي يحتاج إلى كثير من الوقفات التنظيمية وغير المكلفة أهمها تظليل ساحات الحراج وساحات البطيخ ووضع المباسط في شكل قواطع لتحديد مسئوليات البائعين وتزويدها برفوف عرض مميزة كمختلف دول العالم، واتمنى أن يسمع رأي المختصين في جدوى وضع البطيخ بأنواعه تحت وطأة الشمس الصيفية الحارة التي تتخطى 50 درجة مئوية، واختتم بأمله بإيجاد سوق شمال بريدة يتواكب مع النهوض العمراني وانتقال غالبية السكان إلى شمال بريدة. من جانبه أوضح عبدالمحسن الشيبان بائع الحبحب والشمام انه دأب على العمل اليومي في السوق لينطلق صباحاً حتى المساء باحثاً عن لقمة العيش وطلب الرزق. وأوضح ان برنامجه اليومي مرهق خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة وخلو السوق من أي بوادر تحسين أو تهيئة تليق بمدينة غارقة في التاريخ الزراعي كمدينة بريدة، وقال: ".. نبيع تحت مضلات فقط في رصيف غير مخصص للبيع حيث يتم وضع الحبحب على الأسفلت في بيئة غير صحّية وصورة غير حضارية في حين أن محافظات المنطقة أكثر تأهيلاً وعناية بالبائع والمستهلك". وأضاف: ".. قمنا بإيجاد مواطير كهرباء لإنارة المحلات في ليالي رمضان ومحاولة وضع تكييف يقلل من لهيب الشمس في نهار رمضان، ومازلنا نأمل إيجاد سوق للخضار أكثر تأهيلاً يحقق التطوير في العرض وفق بيئة صحية مناسبة، ونظراً لتهالك الخدمة وسوء التنظيم بسوق الحبحب والشمام". وفي نفس السياق ألمح صالح الرشيد بائع في أحد المضلات بأن البيع بالسوق تسيطر عليه العمالة الأجنبية وخاصة سوق الحبحب والشمام ويؤكد بأن الحراج على السيارات المحمّلة بالحبحب لايتم بيعها بالحراج وبمعرفة " الدلال " إلا بعد موافقة الأجنبي، ما يعطي صورة معاكسة لعرف البيع والشراء بالسوق الذي يضبط المؤشر العام لحركة البيع والشراء هو الأجنبي. وأضاف عمر الشيبان أن أحد المحلات يمتلكها احد العمالة ويوظف لديه شباب سعوديين ويعملون معاً في حالة تستّر واضحة وتحت أنظار وسمع المراقبين، ومؤكداً سيطرة الأجنبي على سوق البصل والبطاطس حيث يبيع الجملة والقطاعي. مواطن يستخدم السيارة للإنارة أحد المولدات الكهربائية السوق بحاجة إلى الأرفف سوق بريدة المركزي العمالة الأجنبية تسيطر على سوق البصل والبطاطس البيع على الأرض بطريقة غير حضارية العمالة الأجنبية حاضرة بقوة في السوق تكدس الخضار بالسوق