لفترة طويلة اعتقد البشر أنهم مركز الكون وأن (كرتهم الأرضية الصغيرة) هي البؤرة التي تدور حولها الشمس وبقية النجوم.. ولكن منذ أن أثبت الفلكي البولندي كوبرنيكوس خطأ هذه الفكرة (عام 1543) ونحن على ثقة بأن الأرض مجرد كوكب صغير يدور كغيره حول الشمس - وأن الشمس تدور مع بقية النجوم حول مركز المجرة {وكل في فلك يسبحون}. الغريب أن توالي الاكتشافات الفلكية هذه الأيام قد يثبت صحة بعض الأفكار القديمة (حول من يدور حول من). فقبل فترة بسيطة قرأت خبراً على موقع Space.Com يتحدث عن اكتشاف نجم صغير يدور حول كوكب كبير - وليس العكس كما هو مفترض - .. وقال الموقع (الذي يهتم بآخر الاكتشافات الفلكية) إن العلماء لم يصدقوا أنفسهم حين أظهرت بيانات الطيف ثبات الكوكب ودوران النجم حوله في أعماق مجرة التبانة. وبعد ذلك بأيام تحدث الموقع نفسه عن اكتشاف حالات مؤكدة لكواكب تدور حول شمسين متقارنتين (أو ثنائية نجمية يطلق عليهما Double Star).. ورغم أن الثنائيات النجمية معروفة منذ وقت طويل (حيث كان العباسيون يعتمدون عليها لاختبار حدة البصر لدى الجنود) إلا أن أحداً من العلماء لم يتصور وجود كواكب تدور حولها - بل كانوا حتى سنتين مضتا يعتقدون أن الثنائيات النجمية أسوا مكان في الكون يمكن أن تكتشف فيه الكواكب.. وهذه الحقيقة الغريبة جعلت بعض العلماء يعيدون التفكير في فرضية قديمة تدعي أننا (نحن البشر) نعيش على كوكب يتعامل مع شمسين مختلفتين.. فالكون - كما ذكرنا - مليء بثنائيات نجمية كل ثنائيتين تقترنان مع بعضهما بفعل التجاذب (وتدوران حول بعضهما البعض كرقم 8). ورغم ما تبدوان عليه من قرب - لدرجة قد نحسبهما نجمة واحدة - إلا أنهما تفترقان بمسافة شاسعة وقد تملك كل منهما كواكبها الخاصة!!. ومع أن اغلب العلماء لا يتبنون فكرة عيشنا في نظام مكون من شمسين إلا أن بعضهم يعتقد أن وجود شمس ثانية (قد نراها كنجمة بعيدة) يفسر بعض الاحداث الجيولوجية القديمة على الأرض ذاتها.. ففي عقد السبعينيات مثلا كان الجيولوجي والتر الفاريز مهتما بدراسة طبقات الارض لمعرفة زمن انقراض الديناصورات. ومن خلال مراقبة الطبقات العميقة للأرض لاحظ أن المخلوقات القديمة انقرضت في موجات شبه منتظمة. فكما يأتي الصيف والشتاء مرة في العام تنقرض الكائنات الحية مرة كل 26 مليون عام (حسب مجلة ساينس في ابريل 1980). وما يهمنا هنا هو ان بعض الفلكيين أعادوا هذا الاضطراب الى وجود «شمس توأم» لشمسنا المعروفة. غير أنها بعيدة لدرجة أن مدارها لا يتقاطع مع الشمس إلا كل 26 مليون عام (وحين نراها من الأرض نظنها نجمة مستقلة ووحيدة). ويفترض هنا أن (الشمس الثانية) تجذب حولها مجموعة هائلة من الكويكبات والنيازك والركام الفضائي. وعند اقترابها نسبيا من الأرض تمطرها بوابل من الأجرام والنيازك الفضائية فتسبب موجة انقراض جديدة!!. بدون شك فكرة وجود شمس ثانية غريبة وصعبة التصديق؛ ولكن لو كنا نعيش فوق كوكب بلوتو (آخر كوكب في مجموعتنا الشمسية) لبدت لنا شمسنا الحالية - على ضخامتها - كنجمة بعيدة ومستقلة من فرط المسافة والبعد!!.