بدأ دوري زين السعودي لكرة القدم، ونتطلع "كمتابعين ومشاهدين" لهذه الرياضة ذات الشعبية الأولى لدينا، أن يظهر المشهد "الرياضي" بأفضل صورة ممكنة، سواء من حين المنشآت الرياضية بكل تفاصيلها، أو من مستويات فنية، أو جمهور، أو لاعبين أجانب على مستوى عالٍ، أو شركات راعية مميزة وجديدة تأتي للدوري السعودي لكرة القدم. بدأ الموسم الجديد فماذا حدث في أول جولة؟ كمشاهد ومتابع، والصحف والمراقبون والمهتمون تابعوا ذلك، أن هناك ملاعب رياضية "ملعب بريدة" كمثال، أن أرضية الملعب غير صالحة تماما كي يتم اللعب بها مباراة كرة قدم، فالأرضية مهترئة وسيئة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، والنقل التلفزيوني كان في أسوأ حالاته من انقطاع الصورة بلا توقف وغيرها من الأمور الفنية، هذه لقطة واحدة بملعب بريدة، ماذا عن الصيانة بملاعب كرة القدم لدينا؟ موضوع الصيانة، أي الشركات التي تقوم على بناء الملاعب الرياضية من حيث "زراعتها" وتوفير الخدمات بوقت كافٍ ومسبق، لم يكن موجودا، فملاعب ك"بريدة" أو "الشعلة" في الخرج، أو "الفيصلي" وغيرها، لم تكن ذات مستوى عالٍ يرتقي لما ننشده من توفير "على الأقل" الأرضية الصحيحة والسليمة "كزراعة" وفق مواصفات رياضية مطبقة دوليا. أين هي؟ وحين نفتح ملف الملاعب الرياضية لدينا، والمنشآت وهذا موضوع منفصل ويحتاج إلى تفصل موسع ومدقق جدا، سنجد أن البنية الرياضية في الملاعب لدينا لا ترتقي للمواصفات العالمية، ولا إلى دول مجاورة، من حيث تصميم الملاعب، الأرضية، الخدمات اللوجستية بالملاعب من مطاعم ومواقف وتنقل وغيره كثير، فهي غير موجودة، وطبيعية طقس المملكة مثلا، لماذا لا توجد لدينا ملاعب يمكن تغطيتها خاصة وأن طقس المملكة "الحار" و"الغبار" أكثر السنة يتطلب هذا الاحتياج. هي ليست مستحلية ولا مستعصية، فالمال لدينا موجود، وملاعب عالمية تضع نفس هذا النمط من الملاعب "المغطاة" وشاهدنا ذلك في أمم أوروبا الصيف الماضي والآن بأولمبياد لندن، يجب أن نتجه للأمام والمستقبل في إنشاء ملاعب تجارية ما يحدث في هذا العالم، لا أن نبحث عن شركة صيانة محتكرة وهل قامت "بزراعة" أو عدم "زراعة" لملعب؟ فقد تجاوزنا هذا الزمن والنمط من الأداء الحكومي المتعثر، فلا رياضة متقدمة ومتطورة، بلا إنفاق وبنية تحتية صلبة، وكل إنفاق يذهب للوجه الصحيح، وإلا سنصبح كما يشير مؤشر المنتخب السعودي وتصنيفه مؤخرا الذي كسر حاجز المئة ووصلنا لمستوى 101 عالمياً؟ فهل هذا ما نريد؟ لا بالطبع.