مقابلة الجمهور محك صعب لا يتحمله الا العقلاء من موظفي الدولة والمؤسسات المعني بهذا المقال هو رجل من جيل العمالقة وغني عن التعريف جمع بين دماثة الأخلاق وحسن الوفادة وطيب المحيا. لا يمكن ان تراه عابساً أو متجشماً في وجه مراجع كان يحب ان يخدم الناس واستطاع بحنكته ان يوزع وقته في العمل بين مقابلة الجمهور وانهاء المعاملات ومتابعة الأعمال الميدانية. نهل من العلم أعلى درجاته فهو أستاذ جامعي أمضى في العمل خمسة عشر عاماً في عمل مرموق احتكاكه بالجمهور أكثر من أعماله المكتبية. إنه صاحب السمو الأمير الدكتور عبدالعزيز بن محمد بن عياف آل مقرن أمين منطقة الرياض السابق. أذكر لسموه موقفاً طريفاً عندما باشر العمل أميناً لمنطقة الرياض وفي اليوم الثالث من مباشرته العمل ذهب ليؤدي صلاة الظهر مع زملائه الموظفين في المسجد وعندما وجد مكاناً تهيأ له خلف الإمام وجد به سجادة من النوع الفاخر فقام بازاحة السجادة عن مكان صلاته وعندما انتهت الصلاة سأل عمن وضع له السجادة فأبلغوه بأنه أحد المستخدمين في مكتب سموه فطلب منهم ان يبلغ بمراجعته في المكتب وعندما جاءه في المكتب لم يعتب عليه بل شكره وأعطاه مبلغاً من المال وقال له يا أخي أنا وأنتم في المسجد سواسية عند الله خذ السجادة لبيتك. ذلك الموقف تجلت فيه الإنسانية التي يتصف بها سموه دون تصنع. د. عبدالعزيز بن عياف رجل أثبت وجوده بأفعاله الطيبة وفرض احترامه على الآخرين بسمو أخلاقه كما أنه قد أبلى بلاء حسناً في النهوض بمنطقة الرياض وأعطى للرياض العاصمة اهتماما مستمرا بالرغم ان مدينة الرياض تقع على مساحة شاسعة وفي نمو مطرد وبها ست عشرة بلدية كل رؤسائها يتلقون توجيهات سموه بين الحين والآخر وتلك البلديات مناط بها مراقبة أعمال مشاريع البنية التحتية وكافة الخدمات وبالرغم من كثرة مسؤولياته إلاّ ان لسموه إبداعا شاملا لأنه أوجد الطرق الذكية لرفع الايرادات المالية للأمانة بشكل ملحوظ ولم يسبق ان عمل من قبل واستطاع ان يبتكر إنشاء ممرات الممشى في أنحاء متفرقة من نواحي الرياض. كان سموه يتقبل الاقتراحات بصدر رحب ويحب النقد الهادف. لقد أدخل البهجة في نفوس الرجال والنساء والأطفال بعمل مهرجان الزهور السنوي بأسلوب أعجب به حتى زوار المملكة من سكان دول مجلس التعاون وشجع على إقامة المسرحيات ذات المدلول الهادف بتمويل من الأمانة وشدد على إيجاد يوم المزارع. ليس باستطاعتي ان أعدد إنجازات سموه ويكفي أنه جعل من جهاز أمانة منطقة الرياض منظمة فاعلة يفتخر منسوبوها بإنتمائهم لها. لقد عملت مع ثلاثة أمناء قبل سموه وتمنيت لو أنني عملت معه بقي ان أقول أبا فيصل جئت إلى الأمانة مرحبا بك وتركتها مرفوع الرأس والكل يثنى على إنجازاتك فعمراً مديداً وصحة دائمة ويشرفني من خلال هذه المقالة ان أشيد باختيار قيادتنا الحكيمة للأمين الجديد م. عبدالله بن عبدالرحمن المقبل ذلك الرجل الذي أثبت وجوده في وزارة النقل قبل مجيئه لأمانة منطقة الرياض ونال على إنجازاته أوسمة ودروعا من مؤسسات دولية ومحلية ومنها عضو المجلس الدولي التنفيذي لاتحاد الطرق (IRF WEB). ولديه العديد من العضويات والمشاركات الدولية. إن معاليه يعتبر إن شاء الله خير خلف لخير سلف. أبارك لمعاليه بهذه الثقة الغالية أعانه الله على حمل الأمانة الثقيل ووفقه وجميع معاونيه على تحمل مسؤولياتهم الجسام.