حذّر قادة عسكريون بريطانيون رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، من أن مستقبل افغانستان يمكن أن يكون عرضة للخطر مع عودة تنظيم "القاعدة" إلى بلادهم، في حال انسحبت القوات الأجنبية بسرعة كبيرة من هناك. وقالت صحيفة "صندي تليغراف" نقلاً عن مصادر وصفتها بالبارزة، إن القادة العسكريين ابلغوا كاميرون أن الخطة الحالية لتسليم السيطرة على الوضع الأمني في البلاد للقوات الأفغانية في العام المقبل "قد تحتاج إلى مراجعة لاعتقادهم أن قوات الأمن الوطنية الأفغانية لا تزال غير قادرة تماماً على تولي المسؤولية من القوات الدولية". واضافت أن قوات الأمن الوطنية الأفغانية من المفترض أن تتولى المسؤولية عن الأمن بحلول منتصف عام 2013 بموجب الخطط الحالية، وتنسحب قوة المساعدة الأمنية الدولية (ايساف) من العمليات القتالية بحلول نهاية عام 2014. واشارت الصحيفة إلى أن هذا التوقيت، الذي اتفق عليه رئيس الوزراء البريطاني كاميرون والرئيس الاميركي باراك أوباما، يعني تخفيض عدد القوات البريطانية البالغ نحو 9500 جندي بشكل كبير في العام المقبل والاحتفاظ بعد العام 2014 بعدد صغير للعمل كمستشارين للجيش الافغاني. وقالت إن القادة العسكريين البريطانيين نصحوا كاميرون أن هناك مخاوف متزايدة من مستويات الفرار من قوات الأمن الوطنية الافغانية وتغيب 15 ألف عنصر من أصل 350 ألف عنصر من دون إذن، فيما تم تصنيف 25 ألف عنصر آخرين كمتغيبين دائمين أو فارين، فضلاً عن تزايد عدد الهجمات على القوات الغربية من قبل جنود افغان ما ادى إلى مقتل 30 جندياً من قوة (ايساف) هذا العام، بالمقارنة مع 4 جنود فقط خلال 2007/2008. واضافت أن القادة العسكريين نصحوا كاميرون أيضاً أن الولاءات السياسية تدفع بالكثير من قوات الأمن الوطنية الأفغانية للانشقاق والانضمام إلى حركة طالبان، وأن الفساد منتشر على نطاق واسع بين قادة قوات الأمن الافغانية. ونسبت صندي تليغراف إلى مصدر عسكري بريطاني قوله إن "الجيش الأفغاني لن يكون مستعداً لأخذ زمام المبادرة في العمليات العام المقبل وهذا مؤكد.. والخطة الرامية إلى سحب القوات البريطانية والأميركية من العمليات القتالية في العام المقبل لن تحدث على أرض الواقع، لأن الجيش الوطني الأفغاني يفتقر إلى الجودة رغم بناء قدراته، وهذا هو مصدر القلق". من جهة أخرى، أكدت القوات الأفغانية وقوة المساعدة الدولية في أفغانستان " إيساف " أمس، مقتل أحد قادة تنظيم القاعدة، بغارة جوية في إقليم كونار بمقاطعة وتاهبور شرق أفغانستان . وأعلنت " إيساف " في بيان لها مقتل مفتي أسعد ، المعروف باسم " مفتي بنجابي " . وأوضحت أن " نائب " أسعد قتل أيضاً في الغارة التي أكدت أنها لم تتسبب بسقوط أي ضحايا مدنيين ولا بتدمير أية ممتلكات مدنية.