مدخل للشاعر فهد بن دلعان الخنفري: شهر التلاحم عند ساعات الإفطار في لحظةٍ كلٍ يزيد ابتهاله في ظل متغيرات هذا العصر وظروفه المتسارعة تبدلت الأحوال وتغير الزمان.. فرمضان زمان يختلف كثيراً عن وقتنا الحاضر فلم نعد نشاهد عادات رمضان القديمة التي اندثرت في عصرنا الحالي ومنها على سبيل المثال: شخصية المسحراتي فقد كان يأتي في ليل رمضان من أجل أن يوقظ الناس لوجبة السحور، وكان يبدأ جولته يطوف المنازل. وكان الأطفال يفرحون بقدومه ويشاكسونه كثيراً ويرددون عباراته المختلفة ومنها: ( أصحى يا نائم .. وحّد الدائم ) وغيرها من العبارات الجميلة والمقبولة ذات الطابع الديني المؤثرة في النفوس، وكان يواجه في عمله التعب والمشقة في ذلك الزمان حيث كان يدور وسط أحياء المدينة أو القرية بين الشوارع في آخر الليل منادياً الناس بصوته العالي ليستيقظوا من النوم كي يتناولوا وجبة السحور حتى لا تفوت عليهم، هكذا كان عمل المسحراتي في الماضي. وعندما نتأمل رمضان في وقتنا الحاضر وفي الماضي نجد أن هناك فرقاً شاسعاً ولاشك أن لكل إنسان مشاعر مرتبطة بذكريات رمضان زمان ومواقف وأحداث، وكان هناك عادات جميلة حدثت في الحياة الاجتماعية خاصة في رمضان زمان والتي لا يمكن استرجاعها فقد اختفت في الوقت الحاضر ولم نعد نراها. ونحن لا زلنا نعيش هذه الأيام المتبقية من رمضان وأجواءه الروحانية الجميلة خلال أيامه ولياليه نسأل الله العلي القدير أن يتقبل منّا ومنكم صالح الأعمال.. وأن نستفيد من بقية أيام هذا الشهر المبارك.. فرمضان فرصة سانحة للمسلمين لكسب المزيد من الحسنات والاهتمام بالتواصل بين الأهل والأقارب والأصدقاء، وقد قال الشاعر محمد بن ناصر العريني مذكراً بأهمية فضائل رمضان شهر الخير والغفران والتسامح والعبادة الذي تضاعف فيه الحسنات: الصوم للمسلم عباده وتمكين يضاعف الله ما عملت محسوبي فيه العمل يحسب لك الضعف ضعفين من واحداً بأمره يسير الهبوبي ما قدّم الإنسان يلقاه بعدين في موقفٍ ماله مفر وهروبي موقف عداله يوم نصب الموازين يوم البشر ياتون من كل صوبي تلقى عملك مسجلٍ في براهين يا الله تجنّبنا الخطا .. والعيوبي