لقد دأبت حكومتنا الرشيدة على الأخذ بكل مقومات الحياة الأفضل منذ عهد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه عندما أمر بإيجاد هجر التوطين.. وامتد التوطين لعشرات السنين ممثلاً في إيجاد مراكز قرى في جميع أنحاء المملكة. وجاء التوطين بعصره الذهبي عندما ارتفعت كميات إنتاج البترول وعائداته وتمثل في توطين سكان شبه المدن في مدنهم ومحافظاتهم وإن كانت النسب أقل من الطموح وتم بالفعل الاهتمام بالمحافظات وشبه المدن خاصة ووفر بها كل المتطلبات الموجودة بالمدن الرئيسية حتى أصبح السكان يتباهون بها على سكان المدن المكتظة كخدمات الطرق والصحة والأمن والبلديات والتعليم العام والكهرباء والماء. ولم تتوقف عملية النمو والتوطين بل تبلورت أكثر عندما قدم صندوق التنمية العقاري قروضه لكل قرية وشبه مدينة ناهيك عن توزيع الأراضي بشبه المدن.. ولم تتوقف عجلة الخير والرخاء وان تعدوا نعم لله لا تحصوها.. وجاء المد الكبير والحضاري في وقتنا الحاضر حيث تم إيجاد الجامعات والكليات بتوسع لتمتد لكل محافظة وشبه مدينة وبسرعة وموضوعية يرفع بها كل سعودي رأسه شامخاً ليقول نحن السعوديين قادمون بسلاح العلم والطموح في عهد مليك اجمع الجميع على محبته وتقديره.. ولعل الاستشهاد بواحدة من هذه الجامعات يعكس هذه الحقيقة ففي شبه مدينة لم يكن موجود بها جامعة من قبل تم إيجادها خلال ثلاث سنوات فقط والتحق بها أكثر من أربعة عشر ألف طالب وطالبة فهل لنا طموح أكبر من هذا أقول نعم أنه الطموح في الاستفادة من هذه الصروح الحضارية في شبه مدننا ولعل وزارة التخطيط والجهات ذات العلاقة تعد العدة وتتأمل التساؤلات التالية: 1- كيف سيتم استثمار القوى العاملة المتخصصة التي ستخرجها الجامعات بشبه المدن وكيف توضع الخطط لفرص العمل الإنتاجية التي تستوعبهم. 2- ماذا سيترتب على نمو هذه المدن فهل أُعد العدة لتلافي السلبيات. 3- ما كيفية الربط بين مقومات هذه المحافظات والقوى العاملة التي ستتوفر من خلال مخارج التعليم والتدريب بكل محافظة فأغلب المحافظات لا يوجد بها مجالات صناعية أو زراعية. 4- هل نتأمل الصورة المرغوبة لمجتمعنا لنخطط لمستقبل بعيد. لنجعل من كل محافظة وقرية وشبه مدينة مجتمعا حضاريا متميزا بمستوى إنتاجيته وتوفر الخدمات له والموضوعية في حياته من حيث حجم السكن وسهولة المواصلات وانخفاض التكلفة واستقرار حياته الأسرية. فحكومتنا الرشيدة عملت على التوطين المكاني والتوطين الحضاري لإسعاد المواطن وعلى المعنيين بوضع الخطط البعيدة مراعاة الربط بين مراحل التوطين لتحقيق الأهداف القريبة والبعيدة. والله الموفق،،، * مساعد نائب وزير الخدمة المدنية سابقاً