مع تزايد ضحايا التفحيط من الشباب تزداد وتيرة (الحكي) عن الظاهرة. هكذا تعودنا نهب جميعاً للحديث عن ذات القضية. البعض يكرر ذات (الحكي) ونفس الطروحات. مع مرور الوقت يخفت (الحكي) ثم يتلاشى حتى تعود حليمة لعادتها القديمة وهكذا. ظاهرة التفحيط لم تتحرك قيد أُنملة رغم كل الكلام الذي قيل. السبب لأن المعالجة صوتية فقط لا غير. لا أعتقد بأن جهاز المرور لوحده قادر على إيجاد حل جذري أو حتى ربع جذري لهذه الظاهرة، كما أنني ضد القول بأن الأسرة مسؤولة ولو جزئياً عن ممارسة ابنها/ أبنائها للتفحيط. لماذا انتشرت ظاهرة التفحيط مؤخرا؟ لسهولة الحصول على سيارة في الوقت الحالي (تمليك، تقسيط، تأجير بوعد التمليك) ثم انتشار شركات تأجير السيارات وبساطة إجراءاتها. سهولة سرقة السيارات. الأجهزة الأمنية تعرف أن معظم جرائم سرقة السيارات كانت بهدف ممارسة التفحيط. طبعاً لا يرتبط حل قضية التفحيط بالقضاء على ظاهرة سرقة السيارات إنما قد تخف النسبة وحسب. التفحيط حتى لا يُعتبر من أنواع رياضات سباق السيارات بل خليط من تحدّ، رفض، تهور، بحث عن الذات، تعاطي مخدرات وبالذات الحبوب المنشطة، لواط ، جذب إعجاب غلمان أو فتيات، فراغ روحي، عطالة وغيرها. كيف نخفف من حدة الظاهرة وبالتالي الحد من نتائجها المروّعة؟ كما في نظرية حوادث السيارات، كلما تواجدت سيارة تسير على الطريق كلما كانت هناك (فرصة) لوقوع حادث مروري وبالعكس كلما توقفت سيارة أو أكثر كلما كانت الفرص لوقوع حادث أقل. في حكاية التفحيط أيضا كلما كان الشباب يجولون بسياراتهم في الشوارع بلا هدف، كلما كان إغراء ممارسة التفحيط أكثر. والعكس تماماً كلما أخرجنا شابا أو أكثر من الشارع كلما قلت الفرصة لممارسة التفحيط. كيف نغري الشباب إذاً بالإقلال من تجوالهم بالشوارع وبالتالي ممارسة التفحيط؟ الجواب بكل بساطة: إيجاد البدائل. في كل بلدان العالم هناك أنشطة جاذبة للشباب تسد أوقات فراغهم (رياضات متنوعة ومنافسات مستمرة، صالات سينما في كل شارع وسكّة، حفلات غنائية ومسرحيات، نواد متعددة الأنشطة لأصحاب الهوايات، حملات وأنشطة تطوعية في كافة المجالات... الخ) السؤال: هل بحثت أيّ جهة لدينا عمّا يجذب الشباب ويستهويهم غير كرة القدم المحليّة ومتابعة منافسات الدوريات الأوروبيّة؟ الجواب: لا أظن. إذاً لن تنتهي الظواهر السلبية بسمتها الشبابية ذات الخصوصيّة السعودية.. وسلامتكم.