أدى يوم أمس أكثر من نصف مليون مصلٍ الجمعة الثالثة في المسجد النبوي الشريف، وقد شهدت الأروقة والساحات والأسطح منذ الصباح الباكر توافد أعداد كبيرة من الزوار والمصلين الذين قدموا بقلوبهم ومهجهم قبل أقدامهم لأداء الفريضة، وقد أم المصلين فضيلة الشيخ صلاح بن محمد البدير الذي أوصى في خطبته بتقوى الله عز وجل، وكثرة الاستغفار، واستغلال ما تبقى من الشهر المبارك، والدعاء للمنكوبين والمستضعفين والتصدق على الفقراء والمحتاجين، والتلاحم والتراحم وشكر الله عز وجل على نعمة الأمن والرخاء. وقال فضيلته: لقد مضى من رمضان صدره، وانقضى منه شطره واكتمل منه بدره، ويوشك الضيف أن يرتحل، وشهر الصوم أن ينتقل، فحثوا حزم جزمكم، وأروا الله خيرا من أنفسكم، فبالصبر جاز من جاز، وبالعزم فاز من فاز، ومن دام كسله خاب أمله، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم «يجتهد في رمضان ما لا يجتهد في غيره" فلله عتقاء في كل ليلة. وأضاف: تذكروا الأكباد الجائعة، والأسر الفقيرة الضائعة، ممن يعانون عدما، ويعالجون سقما، أغيثوهم وأعينوهم، وانفحوا وانضحوا، فأفضل الصدقة صدقة في رمضان، وتراحموا وتلاحموا، واحمدوا الله على ما أولاكم من نعمة الأمن والرخاء، وتذكروا إخوانكم المنكوبين المشردين المضطهدين، وتضرعوا إلى الله تعالى أن يفرج كربهم ويرفع البلاء عنهم، وينصرهم على من ظلمهم. هذا وقد تدفقت جموع المسلمين راكبة، وراجلة قاصدة الحرم الشريف رافعين أكف الضراعة إلى المولى عز وجل أن يتقبل منهم صيامهم وقيامهم داعينه سبحانه وتعالى أن يحفظ إخوانهم المستضعفين، وأن يعود الأمن والاستقرار إلى البلدان المنكوبة، وأن يعيد أيام هذا الشهر الكريم أعواما عديدة على المسلمين بالخير واليمن والبركات، وأن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ويمده بعونه وتوفيقه على ما قام ويقوم به من خدمة للحرمين الشريفين، ولأبناء العالم الإسلامي من خلال المشاريع والتوسعات الكبرى لمسجد النبي صلى الله عليه وسلم والتي وفرت الراحة والطمأنينة للزوار. وقد شهدت الطرق المؤدية إلى المسجد المبارك انسيابية في حركة السير رغم الكثافة العددية في المركبات لتوافر المواقف الموزعة على مختلف الجهات المحيطة بالمسجد مع توافر كامل الخدمات الأمنية والمرورية والصحية، وعقب الصلاة انتشر المصلون لزيارة النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم وخليفتيه أبي بكر الصديق وعمر الفاروق رضي الله عنهما، وقراءة القرآن الكريم والاستماع إلى بعض المواعظ والدروس من المشايخ المتواجدين للرد على أسئلة الزوار حول آداب زيارة المسجد وعن بعض أمور رمضان الدينية، وينتظر بعض المصلين داخل المسجد وأروقته لاستكمال يومهم بأداء النوافل والإفطار حتى صلاة التراويح. وعبّر إسماعيل محمد من جمهورية مصر العربية ومحمد حسن من فلسطين عن إعجابهما الشديد بما شاهداه من عمارة للمسجد الشريف، مؤكدين أن هذه المشروعات تؤكد عمق حب قيادة وشعب المملكة للمسلمين الذين يتوافدون على مدار العام إلى هذه البقاع الطاهرة، منوهين بجمال العمارة التي اتخذت الطابع الإسلامي المعاصر. الحرم الشريف في أبهى حلله خلال الشهر الكريم في أجواء روحانية المصلون يؤدون فريضة الجمعة أعداد غفيرة ازدحم بهم المسجد النبوي