في أواخر عام 2009 دعت حاضنة بادر لتقنية المعلومات والاتصالات "أحد برامج مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية" المهتمين للتقدم والتسجيل في البرنامج التدريبي المجاني للوسائط المتعددة الذي يقتصر على السعوديين من الجنسين وتقدمه شركة يابانية متخصصة في مجال صناعة الوسائط المتعددة، وكان مما أوضحته الحاضنة عن البرنامج أن بدايته ستكون في شهر مارس 2010 ولمدة سنتين، مقسمة إلى 6 أشهر تدريب على الأساسيات إضافة إلى 18 شهر كفترة تطبيقية، ومن المميزات التي يوفرها البرنامج حصول المتدرب بعد اجتيازه على شهادة معتمدة من الشركة اليابانية وفرصة عمل في مركز الوسائط المتعددة التابع لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية أو التابع للشركة، إضافة إلى المكافأة مالية شهرية. أشتمل البرنامج التدريبي على مسارين تدريبيين الأول برنامج (Animation) و (Computer Graphics)، والآخر برنامج برمجة وتصميم ألعاب الفيديو، ورغم العقبات التي واجهة البرنامج والانسحابات المتكررة من المتدربين أستطاع الشابان عبدالواحد العبدلي وفؤاد الهتلان وعدد آخر من المتدربين إنهاء البرنامج، وتنفيذ مشروع البرنامج النهائي وهو المسلسل الكرتوني "المخترعون الصغار". إيجابيات البرنامج يقول عبدالواحد العبدلي عن الإيجابيات التي وجدوها في البرنامج: "كان الفريق مبدع بمعني الكلمة تخيل انك تجمع 40 شخص لهم نفس الهواية ونفس التفكير، كما كان بعض موظفين بادر يحاولون قدر الإمكان خدمتنا وكثيراً ما حاولوا التدخل لحل المشاكل التي تواجهنا"، أما الهتلان فيذكر أن من الإيجابيات كون البرنامج مجاني بالإضافة إلى حصولنا على مكافئة مقدارها 1000 ريال ثم أصبحت 2000 ريال، كذلك المدربين اليابانيين كان لهم خبرة عالية في مجال الوسائط المتعددة بالإضافة إلى حرصهم على التعليم، كما أن حصولنا على شهادات دبلوم عالية بعد إنهاء البرنامج يعد من الإيجابيات المهمة، إضافة إلى التعرف على مبدعين في هذا المجال. سلبيات البرنامج أما سلبيات البرنامج فيحصرها فؤاد الهتلان في سوء تعامل الإدارة مع المتدربين، وبيئة العمل التي لم تكن مريحة أو مساعدة على خلق الإبداع، ويعد عدم الحصول على أي وظيفة للمتدربين بعد التخرج من أهم سلبيات البرنامج، إضافة إلى عدم المشاركة في أي معرض أو مؤتمر أو حتى محاولة التسويق للمتدربين، ويضيف أيضاً من السلبيات تقادم البرامج الحاسوبية المستخدمة في البرنامج، وعدم توفير سكن للمتدربين من خارج الرياض فقد كان من الصعب على المتدربين الحصول على سكن مناسب مقابل المكافئة الضئيلة. أماالعبدلي فيجمل السلبيات بتأخر مكافآت المتدربين، وعدم الاعتراف بشهادة البرنامج ودرجة الدبلوم التي يمنحها، وعدم وجود توجه لابتعاث المتدربين أو تطويرهم، ويضيف أن من أهم السلبيات عدم وجود إدارة معروفة للبرنامج فبالرغم من أنه يقام في مبنى حاضنة بادر إلا أنها تتنصل دائماً بقولها "انتم متدربين لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية"، وبعد كل هذا المجهود نحن عاطلون عن العمل ولا تريد المدينة توظيفنا، ويختم العبدلي بقوله المضحك المبكي انه كان مكتوباً عند باب القسم (نعلم ونلهم الموهوبين لخلق وسائط متعددة) فأتساءل أهكذا يعامل الموهوبين؟!. المخترعون الصغار ويضيف الهتلان أن مسلسل المخترعين الصغار يتكلم عن التقنيات الموجودة في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ويتكون من ست حلقات، واستغرق العمل عليه سنة وليس كما كان مقرراً له سنة ونصف، وكنا كمتدربين نهتم بجودة المسلسل لدرجة كان البعض يعمل لمدة 18 ساعة يومياً وكنا نأمل أن يعرض في اليوتيوب لرغبتنا بأن نرى ثمرة جهودنا معروضة للجميع، لكن المدينة رفضت بحجة أنه لا يغطي تكاليف البرنامج، رغم أنه في الأساس برنامج وطني من مبادرة الملك عبدالله للمحتوى العربي. الرسوم المتحركة تلعب دوراً كبيراً في تثقيف المجتمع حاضنة بادر مدير عام حضانة بادر الدكتور عبدالعزيز الحرقان أشار في تقرير صحفي الى وجود سوء فهم عند بعض المتدربين لشروط العقد الذي يربطهم ببادر، والذي يشترط وجود وظائف شاغرة لتوظيف المتدربين، فيما يؤكد الهتلان أن العقد واضح وهو توظيف المتدربين الموهوبين إن وجد، وللأسف تم استغلالنا من هذه الناحية ولهذا السبب بادر الموهوبون الأكثر تميزاً بترك البرنامج. ويضيف: الأهم بالنسبة لنا رغبتنا في الحصول على وظيفة كما وعدنا، حيث إن بعض المتدربين عادوا إلى تخصاصتهم القديمة من أجل الدخول في سوق العمل، وأيضاً لنا الحق أن نطالب في تسويق أعمال المتدربين، للأسف لدينا مبدعون في البرنامج ولكن لم يجدوا الاهتمام ولا نعلم السبب. أما العبدلي فيطالب بالأمان الوظيفي أو الابتعاث حتى يتمكنوا من تقديم صناعة جديدة في المملكة تدعم مجال الوسائط المتعددة وتدعم اقتصاد البلد، فمجال العمل كما يرى العبدلي ليس حكراً على الرسوم المتحركة بل يدخل في دعم المجالات الصناعية والعسكرية. عرض المسلسل ومع مطالبة المتدربين بعرض المسلسل كانت حاضنة بادر قد اشترطت على المتدربين عدم المطالبة بالحقوق الفكرية أو المطالبة بالنشر كما نُص على ذلك في العقد الموقع معهم، كون المنتج خاص بمدينة الملك عبد العزيز، ومن هذا الجانب يرى الهتلان أن مبادرة البرنامج مشروع وطني من مبادرة الملك عبدالله للمحتوى العربي، والمعاهد والجامعات العالمية تنشر جميع أعمال طلابها في الانترنت وتساعدهم للحصول على وظائف ممتازة، وهدفنا من العرض هو إثبات وجود موهوبين سعوديين متمكنين في هذا المجال حيث إن حاضنة بادر والمدينة لم يسوقوا لنا وظيفياً. أما العبدلي فيقول: وافقنا على العقود لأننا مجبرون على ذلك لدعم مسيرتنا الوظيفة، بينما السؤال الأبرز عند التقدم على أي وظيفة هو ما هي الأعمال التي اشتركتم فيها؟، لذلك نطالب بعرض إنتاج البرنامج ليكون هو المعرف الأساسي لنا في سوق العمل.