عُرف شهر "رمضان" منذ الزمن القديم بأجوائه الروحانية التي يُسخّر الناس خلاله أنفسهم للعبادات والتقرب إلى الله -عز وجل- بالعبادات؛ فكان الناس قديماً لا يحبون الإقبال على الدنيا في هذا الشهر المبارك حتى في مناسباتهم المتنوعة كالاحتفالات بالمناسبات الاجتماعية أو الاحتفال بالأعراس ومناسبات الزفاف، ولذلك كثيراً مايعمدون إلى تأجيل الأعراس والانشغال بها إلى ما بعد شهر الصيام، إلاّ أنه لا مانع من وجود بعض الاستعدادات التي ترافق "رمضان"، وذلك قبل العيد بأيام، استعداداً للاحتفال بالعروسين، فبعد التراويح يبدأ تجهيز غرفة العروسين وهو ما يسمى بالغدنة التي يجهز لها بشكل خاص. وأوضح "سلمان سالم الجمل" -خبير بالتراث الشعبي- أن المنازل قديماً تبنى من اللبن، وتكون الحاجة إلى تزيين الغرفة لتناسب ليلة الزفاف، حتى تبدو غرفة الزفاف جميلة تعكس رومانسية الزمن الماضي، تكسى جدرانها بالأقمشة الجميلة والمرآيات العاكسة وهذا هو المقصود بالغدنة، فتعمد "أم العريس" إلى استعارة أقمشة نسائية و"مرايا" من نساء الحي أو القرية، وفي الزمن الأخير للغدنة أضيف لها أضواء صغيرة ملونة تضيء وتطفي بالتناوب؛ فتضفي على الغرفة والغدنة جواً شاعرياً. وقال:"يعمل أقارب وقريبات العريس قبل يومين أو ثلاثة من موعد الزفاف على إعداد الغرفة حتى تبدو أنيقة وجميلة وجذابة وتترك أثراً في نفس العروسين، وبعد الانتهاء من تجهيزها تُغلق ولا يسمح لأي أحد بدخولها حتى تأتي ليلة الدخلة، فيدخلها العريس ويدخل المباركين له بهذه المناسبة السعيدة .