أكد الجيش السوري أنه تمكن من السيطرة على جزء من حي صلاح الدين في حلب أحد معاقل المعارضة المسلحة التي نفت هذا النبأ في اليوم الثالث من معركة حاسمة للسيطرة على هذه المدينة التي تعد الرئة الاقتصادية للبلاد. وفي مواجهة هذا التصعيد، صرح وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس أن فرنسا التي ستتولى رئاسة مجلس الأمن الدولي في اغسطس، ستطلب قبل نهاية الاسبوع الجاري اجتماعا عاجلا لهذه الهيئة على مستوى وزراء الخارجية. وقال مصدر امني في دمشق إن "الجيش سيطر على جزء من حي صلاح الدين ويواصل هجومه". وردا على سؤال لوكالة فرانس برس في اتصال هاتفي، نفى رئيس المجلس العسكري في حلب التابع للجيش السوري الحر عبدالجبار العكيدي ان تكون القوات النظامية تقدمت "مترا واحدا". وقال هذا العقيد المنشق عن الجيش السوري "صدينا محاولة ثالثة للتقدم في اتجاه صلاح الدين ودمرنا لهم اربع دبابات"، مشيرا ايضا الى وقوع خسائر كبيرة في صفوف الجنود. وقال إنهم "يقصفون الحي بالحوامات وطائرات الميغ"، مؤكدا ان حلب "ستكون بالنسبة اليهم أم الهزائم، لا أم المعارك". وقال العكيدي إن الجيش الحر يسيطر على "حوالي 35 الى اربعين في المئة" من مدينة حلب، ثاني اكبر مدينة في البلاد. من جهة اخرى، استولى الجيش السوري الحر صباح أمس بعد عشر ساعات من القتال، على نقطة استراتيجية شمال غرب مدينة حلب تسمح لهم بربط المدينة بالحدود التركية، وقال العميد فرزات عبدالناصر وهو ضابط انشق عن الجيش قبل شهر، "تمكنا من الاستيلاء على حاجز عندان على بعد خمسة كيلومترات شمال غرب حلب، بعد عشر ساعات من المعارك". وكانت وكالة الانباء الرسمية السورية "سانا" ذكرت ان القوات المسلحة "طهرت حي صلاح الدين في حلب من فلول المجموعات المسلحة التي روعت المواطنين". ويتعذر معرفة الوضع الميداني على الفور نظرا للمعارك التي تحد من تحركات الصحافيين. ومنذ بداية هجوم الجيش لاستعادة السيطرة على حلب التي تبعد 335 كلم شمال دمشق، يؤكد المعارضون المسلحون انهم يقاومون هجمات الجيش على مواقعهم ويدعون الدول "الصديقة" الى مدهم بالسلاح لدحر القوات النظامية التي تستخدم الاسلحة الثقيلة والطيران ضدهم. من ناحية أخرى، تنفذ القوات النظامية السورية حملات دهم في عدد من مناطق دمشق التي استعادت السيطرة عليها بمجملها تقريبا الاسبوع الماضي، كما قتل تسعة اشخاص أمس في اعمال عنف في سوريا، بحسب المرصد. وافادت لجان التنسيق المحلية عن "حملة مداهمات مكثفة لعدد من المنازل في ساحة شمدين في حي ركن الدين" وحملة دهم و"اعتقالات عشوائية" في حي كفرسوسة في غرب دمشق. وذكر المرصد السوري في بيان ان "منطقة المزارع في ريف دمشق بين مسرابا وحرستا تتعرض للقصف من القوات النظامية التي تنفذ حملة مداهمات في المنطقة". كما شملت المداهمات بلدة مديرا في الريف الدمشقي. وذكر المرصد ان فتى في السادسة عشرة قتل في بلدة معظمية الشام في الريف برصاص قناص، مشيرا الى "انتشار حواجز للقوات النظامية" في المنطقة. وقد اعلن المجلس الوطني السوري في بيان اصدره أمس معظمية الشام "منطقة منكوبة". وذكر ان البلدة الواقعة قرب دمشق "محاصرة" و"تقصف بوحشية". وطلب المجلس "من جميع مؤسساته وجميع القوى والتنظيمات السورية ومن كل المواطنين السوريين تقديم المساعدة العاجلة لأهل المعظمية" التي تقع قرب مطار مزة العسكري. وندد بتفرج العالم "المخزي" على "ذبح الشعب السوري"، مؤكدا ان المشاهد نفسها تتكرر في بلدات ومدن سورية عدة. من جهة ثانية، ذكر المرصد السوري ان مسلحين مجهولين اغتالوا فجرا "النقيب الطيار المدني فراس ابراهيم الصافي بإطلاق الرصاص عليه على طريق مطار دمشق الدولي". واشار الى ان الصافي هو نجل الطيار العماد ابراهيم الصافي الذي "شغل مناصب رفيعة في القيادة العسكرية السورية في عهد الرئيس السوري السابق حافظ الاسد". في محافظة حمص "وسط"، قتل مواطنان في سقوط قذيفة على منزلهما في قصف تعرضت له مدينة الرستن. في مدينة درعا "جنوب"، قتل مقاتلان معارضان في اشتباكات، ومدني برصاص قناص. كما قتل مقاتل في بلدة الشيخ مسكين في المحافظة. في محافظة حماة "وسط"، اقتحمت القوات النظامية السورية بلدة بريديج ونفذت حملة مداهمات واعتقالات أسفرت عن اعتقال نحو عشرين شابا. كما اقتحمت بلدة كفرنبودة ومزارع مجاورة لها وسط اطلاق رصاص كثيف. في محافظة ادلب "شمال غرب"، تتعرض بلدة الهبيط لليوم الرابع على التوالي لقصف من القوات النظامية، بحسب المرصد.