تعد الأسواق الرمضانية بالمملكة من أهم التقاليد والعادات الشعبية التي تنتشر في معظم المناطق وهي مما يتميز به الشهر الكريم اقتصاديا وشعبيا لأن الكثير درج وتربى على تسوق الكثير من احتياجاته الغذائية خاصة على مائدة الإفطار من تلك الأسواق، وبالتالي فإن معظم المدن السعودية تقيم لها سوقا رمضانيا لبيع الأكلات الرمضانية المتخصصة بهذا الشهر الفضيل والتي تشتهر بها كل منطقة عن الأخرى. ومنطقة عسير رائدة في هذا الكرنفال الرمضاني البهيج حيث يقام بها سنويا السوق الرمضاني الذي يقدم من خلاله المنتجات الرمضانية التي تحظى بإقبال كبير من قبل المتسوقين والمرتادين لهذا السوق والذي يمثل لهم تقليدا اجتماعيا توارثوه أباً عن جد ويعد السوق الرمضاني بأبها من أكبر الأسواق الشعبية المتخصصة في هذا المجال والذي لا تتجاوز مدته الساعتين والنصف حيث يؤمه خلالها آلاف المتسوقين بحثا عن الأكلات الشعبية التي تتميز بها عسير. بالإضافة إلى ذلك يعد ملتقى الأصدقاء والأحباب فقد تلتقي ومن خلاله العديد من الوجوه التي غابت عن الذاكرة لظروف الزمان فتدور من خلاله الأحاديث والذكريات التي طواها الزمن. وبالتالي فإنه يعد متنفسا للكثير وذلك من خلال التسوق بالإضافة إلى تمضية الوقت والالتقاء بالأصدقاء والعيش في حنين الماضي. وتتجول حشود المتسوقين والتي قد تتجاوز 10 آلاف متسوق في بعض الأيام بين تلك المنتجات والتي تعد وتباع في الهواء الطلق حيث يكثر الإقبال على السنبوسة والذي يعد الطبق الرئيس عند الكثير وكذلك الحنيذ البلدي والذي يحظى بإقبال كبير، إضافة للحلبة وكذلك خبز التنور الذي يسمى خبز الميفا، كما يقدم به المعجنات بجميع أنواعها والجريش وكذلك العسل الذي تشتهر به المنطقة أيضا الكبدة البلدي والمقلقل والتقاطيع إضافة لجميع أنواع الحلويات كما يباع أيضا المشروبات الرمضانية المختلفة مثل السوبيا والتوت والعصائر الطازجة وخلافه. كما أن للمرأة نشاطها ودورها المميز داخل السوق حيث يوجد لها ركن خاص يحظى بإقبال كبير تبيع من خلاله أيضا الأكلات الرمضانية المعدة بالمنزل وكذلك المنتجات النسائية والأشجار العطرية التي تشتهر بها المنطقة مثل الريحان والوزاب والكادي والشيح والبرك وغيرها. ويحظى السوق بعناية وترتيب وتنظيم من قِبل أمانة عسير والتي أعدت لها مكانا خاصا بالسوق للمتابعة والمراقبة كما هيأت ما يزيد عن 120 مبسطاً لبيع تلك المنتجات المختلفة. كما أن للدوريات الأمنية تواجدا يوميا للتنظيم وترتيب الداخلين والخارجين للسوق والذي يقام كالعادة شمال مدينة أبها بالقرب من الساحات الشعبية. إقبال كبير على الحنيذ المقلقل والكبدة وطلبات خاصة السوبيا متواجدة في السوق السمبوسة من الأكلات التي تجد قبولاً في الشهر الفضيل جانب من السوق