تقبل الله صيامنا وقيامنا ورحمنا من محاصرة الفن وأهله الذين صار رمضان بالنسبة لهم (سبوبة) لأكل العيش، وما أنتج هذا العام من أعمال تلفزيونية في رمضان، يفوق ما أنتج في خمس سنوات، ويبدو أن توقف الإنتاج السينمائي بسبب الربيع العربي وتداعياته، وعزوف المشاهدين عن الذهاب إلى السينما، جعل أهل الفن يبحثون عن مصدر رزق آخر، وكانت الأعمال الدرامية الرمضانية التي تعددت وتشعبت وقليل جدا منها ما يستحق المشاهدة. ورمضان فرصة لنعيد تقييم سلوكنا وتحسين عاداتنا، وتجويد أدائنا، وتخفيف أعباء الحياة العالقة على كواهلنا.. إنه فرصة للتخفيف من الأعباء، وليس زيادتها مثلما نفعل هذة الأيام، ونحن لا نكف عن التنقل من شاشات التلفزيون إلى شاشات الهواتف الذكية، وما تحتويه من برامج التواصل الاجتماعي التي لا تكف عن محاصرتنا من كل صوب وحدب. هناك في تلك الأعمال الرمضانية التلفزيونية من لا يراعي حرمة هذا الشهر الفضيل.. وهناك من يتعمد الإساءة لمشاعر الصائمين من خلال الهبوط بالأعمال الدرامية، وتعمد حشر مشاهد خادشة وخارجة، وكأن شياطين الجن صُفدت فأطلقت شياطين الإنس العنان لأنفسها لتحل محلها في دور الشيطان الرجيم!!. نتفق أن للإعلام رسالة إنسانية إيجابية.. لكننا نفتقد تلك الرسالة الإيجابية بكثرة السلبيات الموجهة التي نتعرض لها ليل نهار، وتحاصرنا بسوء متعمد من قبل القائمين على تلك الصناعة. إننا نتمنى للقائمين على الأعمال الرمضانية مراعاة مشاعرنا في هذا الشهر الفضيل، ومراعاة أخلاقيات الصائم التي يجب أن يلتزم بها، وقدسية هذه الأيام التي لها خصوصيات محددة لا يمكن تجاوزها.. والأمر يندرج على أصحاب القنوات الفضائية والقائمين عليها.. سواء كانت خاصة أم حكومية، الذين يتحملون ذات الوزر الذي يتحمله أولئك المنتجون الذين يدسون السم بالعسل.. ويساعدون في إلهاء الصائمين، وإشغال أوقاتهم بما لا ينفع أو يفيد.. ودمتم سالمين. تغريدة : هل تعلم عزيزي القارئ أن هناك ثلاثة مسلسلات رمضانية لكاتب واحد .. سبحان الله !!