لم تستطع الغربة أن تسرق مني الحنين الكبير الذي يزداد في شهر رمضان إلى والدي وشقيقتي الحنونة.. لم يستطع بعد المسافة وتعابير المكان واختلاف الشوارع والأرصفة في خارج المملكة أن تصنع سداً كبيراً بيني وبين التفاصيل الصغيرة التي كنت أفعلها في "رمضان" حينما كنت في وسط أسرتي، صوت مأذنة المساجد والأوقات الحميمة التي كنت أجلسها مع أصدقائي، ودعوات وجبة الإفطار الجماعي التي كانت تعقد في كل "رمضان". كل شيء في قريتي بتفاصيلها الصغيرة مازال عالقاً في ذاكرتي ولا يشبهها شيء في الغربة، ولكن تستدعيها في القلب لتولد معها الأشواق إلى وجه أمي الحاني وحضور والدي ومداعبة أختي.. رمضان هذا العام أتى يحرك حنيني إليكم جميعاً.. إلى الأسرة والقرية.. حتى إلى رائحة الأرصفة في مخيلتي. كم هو "رمضان" موجع دونكم جميعاً.. من هنا.. من خارج المملكة أجاور الحنين لأقسم أنني أتذكر وأشم تراب وطني وعشقي لحياتي التي تقتطع من الروح جزءاً كبيراً من الولاء.. إنني أنتظر بفارغ الصبر حتى أعود وأعيش أجواء رمضان معكم.. المبتعث: سامي الحربي