النقص والخطأ سمة من سمات البشر والكمال لله وحده والعصمة لرسول الله محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والسلام وما عدا ذلك معرض للخطأ والزلل وهنا في هذه السطور المتواضعة أتحدث عن الأخطاء الإدارية والتقصير والاهمال في العمل، فقد قيل( من لا يخطئ لا يعمل) لان الذي يعمل يكون معرضا للخطأ في الأداء والخطأ هنا قد يكون مقبولا نوعا ما إذا صدر من شخص عرف عنه الجدية في العمل وتحري الدقة والصواب في أداء عمله وأما مسلسل الخطأ المتواصل والاهمال المستمر والتقصير في الأداء وتصريف المراجعين وتعقيد الأمور من بعض الموظفين الواجب عليهم والمكلفين بمهام في خدمة المواطنين فهذا التصرف مرفوض تماماً ولا يقبل بتاتاً ويجب محاسبة من يقوم بهذا العمل.. وإنني سوف أركز على موضوع مهم ونشاهده شبه يومي في مجتمعنا وهو ما إن تجد برنامجا تلفزيونيا أو تقريرا صحفيا يتحدث عن أي مشكله في المجتمع مثل الفقر أو الأخطاء الطبية أو انقطاع المياه والكهرباء أو البطالة أو مشاكل التربية والتعليم أو أي مشكله في المجتمع .. إلا وتجد المسؤول الذي يمثل الوزارة أو الإدارة أو القطاع المسئول عن هذه القضية أثناء إثارة ألقضية من قبل المعد للبرنامج أو اللقاء الصحفي تجد المسؤول غالبا ينفي كل التقصير والاهمال في إدارته ويحاول أن يبرز الانجازات ولو إنها لا تقارن بالتقصير الحاصل لديه وبعد أن يضيق عليه الخناق من قبل المعد للحلقة يحاول جاهداً أن يستخدم أسلوبا دبلوماسيا كما يعتقد هو مع بعض الابتسامات والضحكات لكي يكسب ود المعد للحلقة لكي لا يركز على هذه النقطة المهمة وإذا كرر هذا السؤال مرة ثانية وطلب منه إجابة واضحة ودقيقة حول هذه النقطة لم يبق امامة إلا أن يقول هذه الكلمه المعتادة (المشكلة هذه عالمية وليست مقتصرة على مجتمعنا) ويستشهد بوقوعها في الدول المتقدمة .. نعم قد تكون المشكلة عالمية ولكن بما انك أيها المسؤول المقصر تستشهد بوقوعها في الدول المتقدمة ..هل لديك من الانجازات والخطط والبرامج في هذه القضية ما لديهم في الدول المتقدمة .. أم انك تستشهد بالجزئية السلبية فقط والانجازات والجانب الايجابي لديهم لست مؤهلا للقيام بها .. اترك الإجابة لك أيها المسؤول!! وإذا وثقت الأخطاء من قبل المواطنين إما بصورة أو بتسجيل وتداولتها مواقع التواصل الاجتماعي يصرح المسؤول أن هذه (أخطاء فردية) ولا يرضى بها بمعنى أنها لو لم تكن مصورة وموثقة لنفى ذلك جملة وتفصيلاً أن يحدث ذلك في إدارته. لذا فهذه همسة في أذن كل مسؤول بأن يعلم رعاه الله أن هذا الزمن زمن الإعلام الجديد والتقنية الحديثة والهواتف الذكية. وأن المستفيد من الخدمة لم يعد ذاك الرجل البسيط قبل عشرين أو ثلاثين سنة وان يعلم بأن كل التصريحات التي تنفي التقصير والإهمال قد يؤدي إلى عدم المصداقية. أرجو من كل موظف حمّله ولي الأمر الأمانة أن يقدمها بالوجه الذي يرضي ربه ثم ولي أمره..