من اجل إدراك مغزى المناقشات المؤلمة حول الحرب في العراق والتي تحتاج إليها أمريكا بشدة فانه من المهم للغاية الاعتراف بثلاثة أشياء. الحرب لم تكن لها صلة بأحداث الحادي عشر من سبتبمر فقد كان صدام حسين العدو اللدود لواشنطن ولكن لم يكن هنالك محور عراقي مع القاعدة ولاصلة بين صدام حسين والاعتداءات الإرهابية على الولاياتالمتحدة ومع ذلك فان الرئيس بوش ومؤيديه استمروا في التخندق خلف الحادي عشر من سبتبمر كلما شعروا بضغوط عليهم مما يحدث في العراق، واخر مثال مثير للسخرية مؤخرا تصريح كارل روفز المضحك والمغضب هذا الأسبوع من أن المحافظين والليبراليين لديهم ردود فعل مختلفة تجاه الحادي عشر من سبتمبر ودعونا نكون واضحين فان الأمريكيين بمختلف اتجاهاتهم متحدين في حنقهم وحزنهم ومتحدين في عزيمتهم لمعاقبة الذين ارتكبوا ذلك القتل الجماعي وانهم متحدون بشأن الحرب في أفغانستان التي كانت اعتداء ضد إرهابيين وان محاولة التظاهر بغير ذلك تعد وصفة مؤكدة لتحويل الحوار السياسي إلى جدل لامعنى له. وان الحرب لم تجعل العالم أو هذه البلاد اكثر أمنا وسلامة من الإرهاب فانه يتم استخدام مراتع لتفريخ الإرهابيين في أفغانستان وغيرها ولقد اصبح الآن العراق احد هذه المراتع، وان من بين كل مبررات غزو العراق والتي كانت تصر عليها الإدارة الأمريكية في بداية الحرب فان المبرر الوحيد الذي بقي بمرور الوقت يتمثل في الرغبة لإيجاد دولة ديمقراطية يمكن أن تساعد في استقرار الشرق الأوسط وان أي نقاش معقول حول ماذا يتعين عمله في الخطوة القادمة يجب أن يعترف بذلك، كما ان أنجع وسيلة لضمان عدم تكرار هذا الجدل الفارغ المحتوى يتطلب من الإدارة الأمريكية تجاوز التعويل عن مبرر الإرهاب لدى أولئك الذين يرغبون في التحدث عن الحرب. وإذا كانت الحرب قد مضت وفقا للخطة فان المرء يحتاج إلى إعادة التفكير في الخطة فان تقدما قد تم إحرازه في الجبهة السياسية ولكن حتى أقوى المؤيدين للحرب مثل عضو مجلس الشيوخ الجمهوري ليندسي غراهام ابلغ وزير الدفاع دونالد رامسفيلد في جلسة سماع شهادة الأخير الأسبوع الماضي بان الرئيس بوش يخسر الدعم والتأييد الشعبي لان الجهود العسكرية لم تحقق تقدما فقد أوضح كبير الجنرالات بان التمرد المسلح في تزايد وان معدل ا لاعتداءات في تصاعد أو على الأقل تكتسب رسوخا وان التفجيرات الانتحارية جعلتها اكثر دموية. وانه إذا كان يتعين تغيير هذه الأشياء فانه يجب أن يكون هنالك نقاش جاد وأمين حول ما يحدث الان غير أن السيد رامسفيلد غير مهتم ويلجأ إلى الإجابات الدبلوماسية فقد أصر على أن كل شيء على ما يرام وزعم أن عشرات الفرق العسكرية المدربة قادرة على القيام بعمليات مناوئة للتمرد المسلح بتأييد ودعم أمريكي وان ذلك سيكون أخبارا عظيمة إذا كانت حقيقية. وقد كان الجنرال جورج كاسي القائد العسكري في العراق اكثر أمانة في قوله بأنه يأمل في أن تكون هنالك عدد من الوحدات العسكرية قادرة على فعل ذلك قبل نهاية هذا العام. ولايمكن للأمريكيين الحكم على هذا الأمر بأنفسهم لان الإدارة الأمريكية قررت أن تجعل المعلومات سرية . وقد تحدث السناتور جون مكين بالإنابة عنا عندما أعرب عن عدم تصديقه لهذه الأخبار إذ أوضح قائلا: «اعتقد بان الشعب الأمريكي في حاجة إلى أن يعرف لانه من يتحمل تكلفة هذا النزاع». (خدمة نيويورك تايمز خاص ب «الرياض»)