لا يكاد يمر أسبوع إلا وأقرأ خبرا إما عن ميت احتفظ الأهل بجثته، أو عاد للحياة بعد موته، أو مات رسميا رغم بقائه حيا. ففي جنوب الهند مثلا بلغ بر الوالدين بأحد المعلمين درجة الاحتفاظ بجثة والدته في منزله لربع قرن حتى وافته المنية ودفن معها.. فحسب ما نقلته صحيفة "اندياتايمز" ان الوالدة توفيت عام 1985 لكن ابنها رفض دفنها آنذاك وعمد إلى حفظ جثتها بمواد كيماوية ووضعها في صندوق زجاجي داخل المنزل. ورغم أن زوجته رفضت العيش معه، ورغم أن أقربائه قاطعوه اجتماعيا إلا أن أحدا لم يبلغ السلطات بما يجري حتى توفى - عن الستين عاما - فدفن مع والدته كما أوصى في نفس القبر!! أما أسامة حلمي فمواطن مصري توجة إلى مصلحة الأحوال المدنية لاستخراج بطاقة هوية ففوجئ بأنه ميت منذ 23 سنة. وقد حاول جهده إقناع الموظفين هناك بأنه لا يزال على قيد الحياة إلا أنه فشل ولم يجد أمامه إلا اللجوء للمحكمة لإثبات بقائه حيا وإلزام مصلحة الأحوال المدنية بإلغاء قيد وفاته - بل وتعويضه عن الأضرار المادية والأدبية التي لحقت به جراء ذلك.. وهذه الحادثة بالذات تكررت كثيرا حول العالم وتعد أنموذجا للوفاة رسميا واختفاء الشخص من سجلات الدولة نهائيا. .. ومن جانب آخر هناك حالات كثيرة عاد فيها البعض للحياة بعد إعلان وفاتهم طبيا ورسميا.. وحالات كهذه لا تعد نادرة كما يعتقد حيث رصدها قبل قرون الحافظ ابن أبي الدنيا (في كتابه من عاش بعد الموت) كما حدثت قبل أيام لمواطن إيطالي يبلغ من العمر 73 عاما عاد للحياة بعد يومين من وفاته.. فقد تعرض بيكالي لفرتوني لسكتة قلبية مفاجئة وتوقفت الأجهزة الطبية عن رصد أي نشاط للمخ أو القلب مما دفع الأطباء لإعلان وفاته رسميا. وهكذا تم تحويله لثلاجة الموتى وبقي هناك لمدة يومين حتى سمع أحد العمال نقرا ضعيفا على أحد الأدراج.. ويعتقد الأطباء أن قلبه كان ينبض ببطء شديد بحيث لم تستطع الأجهزة رصد نبضاته - ثم دخل في غيبوبة طويلة حتى استيقظ طالبا النجدة. أما إن تحدثنا عن (الرقم القياسي) في هذا المجال فلن نجد بالتأكيد أكثر موتا من الكولومبية دينا مامونا؟! فهذه العجوز دخلت كتاب جينيس للأرقام القياسية بسبب إعلان وفاتها رسميا أربع مرات منذ عام 1990. وآخر مرة تكرر فيها هذا الأمر انتظر الصحفيون والمصورون خارج المستشفى متوقعين عودتها للحياة للمرة الرابعة.. وبالفعل حدث ما توقعوه حيث عادت للحياة بعد سكون طويل استمر لساعة ونصف أعلن خلالها الأطباء وفاتها بشكل رسمي. وقالت صحيفة ليبارتا الكولومبية ان مامونا (التي تبلغ من العمر تسعين عاما) خرجت بعد يومين وعرضت أمام الصحفيين شهادة وفاتها بكل مرح.. في حين اعترف مدير المستشفى بأن عائلتها طلبت فور موتها (شهادة وفاة رسمية رابعة) لتسجيل رقم قياسي جديد!! .. وقبل أن أنسى.. من يعرف قصة مشابهة يخبرني بها على موقع الصحيفة!