أسامة حلمي الدميري شاب مصري توجه قبل أيام إلى مصلحة الأحوال المدنية لاستخراج بطاقة هوية ففوجئ بأنه ميت منذ 23 سنة. وقد حاول جهده إقناع الموظفين هناك بأنه لايزال على قيد الحياة إلا أنه فشل ولم يجد أمامه إلا اللجوء إلى المحكمة لإثبات بقاءه حياً وإلزام مصلحة الأحوال المدنية بإلغاء قيد وفاته - بل وتعويضه عن الأضرار المادية والأدبية التي لحقت به جراء ذلك -.. هذه الحادثة الغريبة - التي تكررت حول العالم بتفاصيل مختلفة - مجرد نموذج لما اطلق عليه (الموت بقرار رسمي).. فكثيراً ما تعلن وفاه أشخاص على قيد الحياة إما لمصلحة مادية أو قضية وراثية أو منافسة انتخابية - أوببساطة بسبب خطأ إداري أو شخصي. ففي أكتوبر الماضي مثلا بدأت في ألمانيا محاكمة أم عاطلة عن العمل بتهمة الاحتفاظ بجثة ابنها طيلة ثلاثة أعوام في ثلاجة المنزل.. وكانت السلطات الألمانية في مدينة كوتبوس قد عثرت في 21 يونيو 2004 على جثة الطفل داخل الثلاجة - وأمام أخوته الصغار - بعد أن شك الجيران في سر اختفائه الطويل. وتدعي النيابة أن الوالدة لم تعلن وفاة طفلها كي تستمر في قبض تعويضاته الاجتماعية التي بلغ مجموعها 3786 يورو!!! غير أن الاحتفاظ بجثث الغير لايحدث دائما بدافع القسوة أو الاستيلاء على مستحقاتهم المالية؛ ففي جنوب الهند مثلا بلغ بر الوالدين بأحد المعلمين درجة الاحتفاظ بجثة والدته في منزله لمدة عشرين عاماً حتى وافته المنية ودفن معها.. فحسب ما نقلته صحيفة «اندياتايمز» أن الوالدة توفيت عام 1985 لكن ابنها رفض دفتها آنذاك وعمد إلى حفظ جثتها بمواد كيماوية ووضعها في صندوق زجاجي داخل المنزل. ورغم ان زوجته رفضت العيش معه، ورغم أن أقربائه قاطعوه اجتماعياً إلا أن أحداً لم يبلغ السلطات بما يجري حتى توفي - عن الستين عاماً - فدفن مع والدته كما أوصى في نفس القبر!!! ومن جانب آخر جميعنا قرأ أوسمع عن أشخاص توفوا - أو أعلنت وفاتهم بصورة رسمية - ثم عادو للحياة وسط ذهول الجميع.. وهذه الحالة (التي لاتعد نادرة كما يعتقد) حدثت قبل أيام لمواطن إيطالي يبلغ من العمر 73 عاماً عاد للحياة بعد يومين من انتقاله للعالم الآخر. فقد تعرض بيكالي لفرتوني لسكتة قلبية مفاجئة وتوقفت الأجهزة الطبية عن رصد أي نشاط للمخ أو القلب مما دفع الأطباء لإعلان وفاته رسميا. وهكذا تم تحويله لثلاجة الموتى وبقي هناك لمدة يومين حتى سمع أحد العاملين نقرا ضعيفا على أحد الأدراج.. ويعتقد الأطباء أن قلبه كان ينبض ببطء شديد بحيث لم تستطع الأجهزة رصد نبضاته - ثم دخل في غيبوبة طويلة حتى استيقظ طالباً النجدة. أما إن تحدثنا عن (الرقم القياسي) في هذا المجال فلن نجد بالتأكيد أكثر موتاً من الكولومبية دونا رامونا!؟.. فهذه المرأة دخلت كتاب غينيس للأرقام القياسية بسبب إعلان وفاتها رسميا أربع مرات منذ عام 1990. وآخر مرة تكرر فيها هذا الأمر كان أمام حشد من المصورين والصحفيين الذين انتظروا بشغف خارج المستشفى متوقعين عودتها للحياة مجددا.. وبالفعل حدث ما توقعوه حيث عادت رامونا للحياة بعد سكون طويل استمر لساعة ونصف أعلن خلالها الأطباء وفاتها بشكل رسمي. وقالت صحيفة ليبارتا الكولومبية إن رامونا (التي تبلغ من العمر تسعين عاماً) خرجت بعد يومين وعرضت أمام الصحفيين شهادة وفاتها بكل مرح - في حين اعترف مدير المستشفى بأن عائلتها طلبت فور موتها (شهادة وفاة رسمية رابعة) لتسجيل رقم قياسي جديد!!! لا اخفي عليكم.. أفضل الموت بالطريقة المعتادة