التقى رئيس جنوب السودان سلفا كير ونظيره السوداني عمر البشير أمس لاول مرة منذ نشوب المعارك بين بلديهما في مارس ومايو بمناسبة مشاركتهما في اجتماع الاتحاد الافريقي المنعقد في اديس ابابا لبحث الازمات في القارة السمراء. ولم يدل اي من الرئيسين باي تصريح لدى وصولهما، ويشارك الى جانبهما عدة قادة دول افريقية في اجتماع مجلس السلم والامن للاتحاد الافريقي، الهيئة المكلفة تسوية الازمات السياسية في القارة. وادرجت التوترات بين السودان وجنوب السودان، مع تمرد الاسلاميين في شمال مالي، بين النقاط الاكثر اهمية التي سيتناولها الاجتماع الذي سيعكف ايضا على الاعداد للقمة التاسعة عشرة لقادة الدول الاعضاء في الاتحاد الافريقي، الاحد والاثنين في العاصمة الاثيوبية، مقر المنظمة القارية. وتحدث رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي جان بينغ في خطابه الافتتاحي عن تقدم «بطئ ومتفاوت» في تطبيق «خارطة الطريق» التي اعدها الاتحاد الافريقي من اجل ايجاد حل للتوتر المستمر بين السودان وجنوب السودان. وقال بينغ «لكنني الاحظ بكثير من الارتياح ما اكده البلدان مؤخرا من رغبة في العودة الى روح الشراكة في مفاوضاتهما» بهدف «انهائها في المهلة المحددة». وقد استؤنفت المفاوضات بين البلدين في مايو في اديس ابابا دون تحقيق اي تقدم حقيقي حتى الآن في تسوية اكبر نقاط الخلاف العالقة بين البلدين وهي ترسيم الحدود وقضية النفط ووضع المناطق المتنازع عليها. وسيعرض وسيط الاتحاد الافريقي في الازمة السودانية رئيس جنوب افريقيا السابق ثابو مبيكي على المجلس تقريرا حول تطور المفاوضات. وقد زار عمر البشير جوبا بمناسبة اعلان استقلال جنوب السودان في التاسع من يوليو 2011 لكنه لم يزره مجددا في الذكرى الاولى لهذا الاستقلال الاثنين الماضي. وكان من المتوقع ان يعقد كير والبشير قمة في الثالث من ابريل الماضي في جوبا لكنها الغيت بسبب المعارك العنيفة التي اندلعت بين البلدين اعتبارا من نهاية مارس.