تعهدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ونظيرها الصيني يانغ جيشي الخميس بالتنسيق معا بشكل اكبر وذلك إثر محادثات من اجل تحسين العلاقات الثنائية التي غالبا ما تشهد توترا. وسعت كلينتون اثر لقاء في كمبوديا الى التركيز على اوجه المصالح المشتركة مثل جهود الاغاثة في حال الكوارث والحؤول دون انتشار الامراض والتي قالت انها "اشارة مهمة بأن الولاياتالمتحدة والصين ليس فقط يمكنهما العمل معا بل تريدان العمل معا في آسيا". وقال يانغ ان "العلاقات بين الصين والولاياتالمتحدة لا تزال تسجل تقدما هذا العام"، مضيفا ان الجانبين اتفقا "على تعزيز الحوار .. ومواصلة توسيع نقاط التوافق بيننا". ويأتي الموقف الاميركي والصيني على هامش اجتماع لمنظمة الامن والتعاون في آسيا على الرغم من التوتر المستمر الذي تشهده هذه العلاقة والناجم عن تصاعد النفوذ العسكري والاقتصادي للصين. وكانت هناك مخاوف من أن التحول "المحوري" في السياسة الاميركية الجديدة للتركيز على آسيا حيث تأمل بمواجهة النفوذ المتزايد للصين قد يثير غضب بكين قبل انتقال السلطة في وقت لاحق من هذا العام. ومن المتوقع ان تعتمد كلينتون لهجة مصالحة خلال زيارتها الى كمبوديا. وكانت خلال القمة نفسها في العام 2010 اثارت غضب الصين عندما قالت ان للولايات المتحدة "مصالح قومية" في بحر جنوب الصين المتنازع عليه. وتطالب الصين بالسيطرة على القسم الاكبر من بحر الصين بينما لدى الفيليبين وفيتنام وبروناي وماليزيا الاعضاء في آسيان بالاضافة الى تايوان مطالب ايضا في البحر ما يثير مشاكل دبلوماسية باستمرار. وشكلت هذه الخلافات الموضوع الاكبر من اجتماعات منتدى آسيان كما خيم الخلاف الجديد بين الصين واليابان في بحر شرق الصين الاربعاء على اجواء محادثات الخميس في بنوم بنه. وكانت كلينتون صرحت في وقت سابق الخميس ان على هذه الدول ان تحل خلافاتها الحدودية "بدون ضغوط او تخويف او تهديد او اللجوء الى القوة". كما حثت على ضرورة إحراز تقدم في مدونة السلوك حول بحر جنوب الصين لتفادي "الغموض او حتى المواجهة" في ما يتعلق بحقوق الشحن البحري وصيد الاسماك في هذا الممر البحري الغني بالثروات. الا ان الدبلوماسيين لا يلاحظون حصول تقدم كبير في المدونة اذ ان دول جنوب شرق آسيا منقسمة حول ما يجب ان تتضمنه بينما لا تبدو الصين مستعدة للخوض في مفاوضات. وقالت الصين الاربعاء انها ستبدأ المفاوضات مع منتدى آسيان فقط "عندما تكون الشروط مؤاتية". وصرح دبلوماسي آسيوي رفض الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس ان (القول بانه "عندما تكون الشروط مؤاتية" معناه انه من غير المحتمل ان تجرى المحادثات المقررة في ايلول/سبتمبر)،(للتقدم في إعداد مدونة السلوك).