كانت وفاة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز - رحمه الله - مفاجئة للوطن وللأمة العربية والإسلامية بالغة التأثير لدى المواطن السعودي خاصة والعربي والإسلامي عامة لما يتمتع به من صفات كريمة وأخلاق عالية فهو ركن من أركان الحكم في المملكة العربية السعودية. حقق انجازات كبيرة لخدمة الدين والوطن، عمل لمدة أكثر من ستين عاماً في مراحل قيادية اكتسب خلالها خبرة متميزة في الادارة وفي التعامل مع مختلف القضايا المعقدة. فالانجازات الأمنية غير المسبوقة كانت ولازالت شاهداً على بعد نظره في محاربة الإرهاب وتجفيف منابعه بمناصحة المغرر بهم من أبناء الوطن وسلامة المملكة من عواقب لا تحمد عقباها. فالمملكة كبيرة وواسعة المساحة ومتباعدة الأطراف فمن الشرق الخليج العربي إلى البحر الأحمر غرباً ومن الشمال الشام إلى اليمن جنوباً فبفضل من الله ثم بجهود رجال الأمن من مختلف القطاعات العسكرية وبتوجيهات الأمير نايف والقيادة الرشيدة تعيش بلادنا ولله الحمد في أمن واطمئنان.. فجامعة الأمير نايف للعلوم الأمنية حققت الكثير من أهدافها فهي رفيعة المستوى العلمي وتأتي بعدها جائزة سموه العالمية لنشر السنّة النبوية بالمدينة المنورة يتنافس عليها الكثير من رجال العلم والمعرفة بالبحث والاطلاع ولنشر الفضيلة بين دول العالم وتبصير الناس مسلمين وغير مسلمين بفضائل الإسلام ومحاسنه وأهدافه ووسائله ونتائجه خصوصاً في هذا العصر الذي نعيشه يواجه المسلمون فيه تهجماً وحرباً وإفساداً للعقيدة الإسلامية ومناصرة للظلم والفساد والاباحية وغيرها مما له تأثير على الوازع الديني لدى المجتمعات والأفراد في دول العالم. لم يكتف سمو الأمير نايف بايجاد جامعته الأمنية أو جائزته العالمية لنشر السنّة النبوية بل امتد طموحه ونشاطه إلى ايجاد كراسي للأبحاث العلمية بجامعة الملك سعود بالرياض وبالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وبجامعة موسكو بروسيا للدراسات الإسلامية واللغة العربية - وتولى رئاسة لجان عديدة حققت أهدافها وبرزت نتائجها المباشرة للحجاج إلى جانب ما تحقق في اللجان الأخرى من انجازات لصالح المواطن والوافد. فقد منحه الله جل شأنه توفيقاً في كل توجهاته وأعماله وأعطاه الله مقدرة وفهماً ونجاحاً في معالجة المشاكل الاجتماعية والسياسية في تحديد الحدود مع الدول المجاورة فهو بلاشك أسهم في بناء الوطن وخدمة الدين بداخل المملكة وخارجها وحظي بثقة الملوك والأمراء وبمحبة الشعب له لما اتصف به من صدق وأمانة وإخلاص في سبيل المصلحة العامة، ليس في استطاعتي ان أسجل كل انجازاته التي أثمرت نتائجها فهي باقية له ولنا وللأجيال القادمة في سجل التاريخ اللهم اغفر له وأجمعنا به في جنات النعيم وأحفظ مليكنا عبدالله عن كل مكروه وأعز الإسلام والمسلمين. * المدير العام لتعليم البنات بالمنطقة الشرقية سابقاً