تبقى أغلب دواوين الشعر الشعبي لأغلب الشعراء حبيسة الأدراج لسنوات وسنوات،وتبقى أسيرة من لايهتم بها ويقيمها . عندما يريد الشاعر إصدار ديوانه الشعري ، يبدأ بعدة مراحل مرهقة ومتعبة جداً ، ومن ثم انتظار موافقة الطبع ومن ثم التوزيع ليصل بعد ذلك إلى سادة التقييم في شركات التوزيع المنتشرة والمتعددة لدينا . إشكالية إصدار الدواوين الشعرية لازالت حديث الشعراء والمؤلفين الذين يواجهون مصاعب التفاهم مع تلك الشركات والوصول إلى المسؤولين فيها . وعند استعراض المكتبات المتعددة لدينا نجد العديد من دواوين الشعر والعديد من مؤلفاته المختلف في الموروث والأدب الشعبي، والغريب في الأمر هنا هو أن المؤلف وصاحب المنتج الأدبي استطاع الوصول إلى شركة التوزيع تلك ربما بعلاقات وصداقات ،ومن لم يكن له أي صداقة أوعلاقة بمسئولي النشر في تلك الشركات سيظل يلهث ويجلس بجوار ديوانه الشعري أو يقوم هو بحمل ديوانه وتوزيعه بنفسه على (البقالات) والأسواق كيفما اتفق. حدثني أحد الشعراء ذات يوم عن تجربته المؤلمة مع إحدى دور النشر المشهورة والكبيرة، بأن ذهب لإحدى فروعها في منطقته وأخبرهم برغبته في توزيع ديوانه الشعري الذي أصبح جاهزاً للتوزيع، فأجابه مسئول الفرع بأن يحضر نسخة من الديوان ومن ثم ترسل للإدارة العامة في الرياض، ثم ينتظر الرد ففعل ذلك وأحضر نسخة، وبعد أكثر من شهر يأتيه اتصال من فرع المنطقة يخبره بأن له خطاباً من الشركة وعليه الحضور لاستلامه، يقول فرحت كثيراً وذهبت بكل شوقٍ لاستلام الموافقة، وعند وصولي وجدت احد موظفي الفرع ( بنقالي الجنسية) وهو يعطيني نفس المظروف الذي أرسل لهم بداخله الديوان وقد كًتب على المظروف العبارة التالية (نأسف لا نستطيع توزيع الديوان) .. يقول أصبت بالذهول وتبين لي بأن الديوان لم يهتم به أيٍ من مسئولي الشركة الكبيرة وعند اتصالي بهم لمعرفة سبب الرفض يتم تحويلي من شخصٍ لآخر وكلهم من الجاليات الأجنبية الذين لم يهتموا إطلاقاً بالثقافة والنشر .. وتساءلت من يقييم ديواني فلم يجبني أيٍ منهم .. فقلت ربما صاحبنا (البنقالي) هو الذي لم يجز توزيع ديواني .. يقول حملت ديواني وعدت أدراجي ووضعتها في أدراج مكتبي ودار عليها الحول وسيظل اضطهاد تلك الشركات باقياً وعائقاً في مسيرة الثقافة والأدب. السؤال هنا : إلى متى تظل هذه الطريقة التي تتبعها شركات التوزيع لدينا، وهل من حراك جاد من قبل وزارة الثقافة والإعلام .؟ أخيراً : للمدى : وجه المسافة وانكسارات الحنين .. لي والملامح .. وجه الجفاف / أخاف يزرعني الرمل .. والغربة جفاف .. هاجسي : حلمٍ .. يهيجن للغيوم .. أغنياتٍ كلها تغريد .. في داخلي : غنت .