اللهم اجعله خيراً... رأيت فيما يرى النائم كأنني أغادر منزلي صباحاً وإذا بجاري الشهم يشذّب أشجار حديقته ويبتسم في وجهي عارضاً عليّ قص أغصان الشجر الزائدة حول سور منزلي. ورأيت أنني شكرته على معروفه وحسن استثماره للإجازة وبادلته التقدير بالتقدير. وبينما كنت أهم بفتح سيارتي رأيت قرب مقبض الباب ورقة صغيرة موقعة من جاري المقابل لمنزلي يعتذر فيها عن تصرّف ضيف له أوقف سيارته أمام باب منزلي طوال مساء أمس دون إذني. ورأيت في منامي هذا أني بعد أن انطلقت بسيارتي رابطاً حزام الأمان رنّ هاتفي المحمول فأوقفت السيارة جانب الطريق وتلقيت المكالمة. ورأيت أني مررت بعدها بمكتب حجوزات القطار السريع لقطع تذكرة سفر الرياض- تنومه - الرياض لغرض زيارة قريب مريض وأتذكر ابتسامة موظف المحطّة وهو يقدم لي خريطة المنطقة مع بطاقة السفر مذكِّرا بأهمية تبديل القطار في محطة "بيشة". ورأيت في ذات المنام أني أسير في طريق جانبي مليء بالحفريات وفي نهايته نُصبت لوحة اعتذار عن الحفريات وأن هذا الطريق آخر مشروع لردم الحفريات في مدينتي الحبيبة. وما ان وصلت إلى مكتبي حتى وجدت رسالة من "مديري" تثني على جهدي وتحثّني على الإبداع مع بطاقة دعوة لحضور دورة "القيادة والإبداع" التي ستعقد في دولة أوروبية بعد شهر. ورأيت نفسي وأنا أتأمل البطاقة وكأني تلقيت اتصالاً من زميلي النشط يبلغني أن شئون الموظفين اتصلوا به لتعبئة نماذج الترقية المستحقة له والتي ستحل نظاماً بعد ثلاثة أشهر. ورأيت فيما يرى النائم في طريق عودتي للمنزل بعد الظهر اني كنت أستمع للراديو ومسئول التخطيط يتحدث عن قرب تدشين مدينة صناعية ذكيّة على الساحل الشرقي، وأن هذه المدينة تخصصت بالكامل في صناعة التقنيات الالكترونية الاستهلاكية ويقدر المتحدث عدد العاملين فيها بأكثر من 40 ألف شاب سعودي من خريجي الجامعات المحليّة والعالمية. وأذكر أنني بعدها توقفت في الطريق مرتين واحدة لشراء بطاقة عائلية لحضور حفل ترفيهي مساء الخميس، والمرة الثانية لشراء باقة زهور لإمام مسجد الحي الذي أسهم بشكل كبير في حل خلاف نشب بين جارين للمسجد وانتهى النزاع بالصلح والتراضي. وأذكر في الحلم أني وجدت أطفال المنزل حين عودتي لم يتناولوا طعام الغداء بعد احتجاجاً على عدم مشاركة العاملة المنزلية لهم على السفرة لانشغالها بأمر أهم من وجهة نظرها. وأذكر وكأني رأيت زوجتي بعد الغداء وقد شرعت تعاتبني على إشغال السائق والعاملة المنزلية معي في ترتيب مكتبتي حتى الحادية عشرة والنصف وما نجم عن ذلك من تأخير في موعد نومهم. اللهم اجعله خيراً .. فقد رأيت في ذات المنام وكأني في قطار وسط المدينة وجاري يحل جدول الكلمات المتقاطعة أمامه ثم سألني فجأة عن كلمة منقرضة من خمسة حروف تبدأ بحرف "الواو" فقلت "واسطة" ثم كأني رأيته مبتهجاً فقد وجد الكلمة الصحيحة. هذا ما رأيته وأرجو ألا تكون أضغاث أحلام .. فماذا رأيتم في أحلامكم؟ مسارات قال ومضى: ما أقصر المسافة بين الحلم والعلم ..على قطار الإرادة.