حصل توني بلير رئيس الوزراء البريطاني على تأييد من داخل حزبه بشأن موقفه من الاتحاد الأوروبي ودعوته لتطبيق الإصلاح وتحرير الاتحاد من البيروقراطية وتوجيه موازنة المجموعة نحو تمويل مشروعات لخدمة التعليم والتحديث وإطلاق طاقة القارة في حقل المنافسة الدولية. وظهر «بلير» بأنه القائد الذي يقود أوروبا نحو الانفتاح والديموقراطية وقبول مبدأ المنافسة مع قوى عالية أخرى. ويرضي خطاب «بلير» القوى التي تعارض الفيدرالية وقيام دولة أوروبية كبرى مركزية داخل القارة. فقال وزير المالية جوردن براون إن دولة مركزية عظمى ليس لها من وجود على ساحة ديموقراطية حيوية تنطلق وتنظر إلى الأمام. وكان «بلير» حذَّر الاتحاد الأوروبي فإما التحديث والتغيير والتعديل وإما الموت أو الركود وتعثر مشروع التنمية؟!». وينتقد الأوروبيون مشروع «بلير» بأنه رأسمالي ويعزز قواعد السوق ويهمل الموضوع الاشتراكي والعدالة الاجتماعية. ويقود «بلير» مرحلة جديدة مع تولي بريطانيا رئاسة الاتحاد بداية الشهر المقبل. وحاز «بلير» على دعم أصوات محافظة غير مؤيدة للاتحاد الأوروبي. غير أن رئيس الوزراء أعلن أنه «اتحادي» وحريص على ازدهار أوروبا تحت قيادة الاتحاد الحالي الذي يقود المسيرة. ويشن رئيس الوزراء حملة قوية لربط رئاسة بريطانيا للاتحاد الأوروبي بالتحديث وترشيد الانفاق ووقف الإهدار المالي على دعم مزارعين في فرنسا واسبانيا. ويدشن «بلير» نقلة نوعية في اتجاه تحديث الاتحاد الأوروبي، وهويته تسجيل عدة نقاط» في إطار المنافسة مع فرنسا ورئيسها جاك شيراك. وتقر المعلومات أن حملة «بلير» تحقق النجاح الواضح مع تدشين هجومه الكاسح على أكثر من محور في نطاق دور محرر أوروبا والزعيم الذي يملك رؤية تحرك الاتحاد الأوروبي وتنقذه من بيروقراطية تعيده واتفاق غير رشيد ودور متعثر على ساحة السياسية الدولية يعبر عن أوروبا القديمة وليست الجديدة التي يبشر بها توني بلير.