انطلقت مساء الخميس الماضي في سماء الظهران عدد من الصواريخ المائية التي صممها موهوبو البرنامج الإثرائي الذي تحتضنه جامعة الملك فهد للبترول والمعادن ، وتسابق الموهوبون على تحقيق أطول فترة تحليق لصواريخهم وأطول مسافة مستخدمين أدوات بسيطة في تصميم هياكل الصواريخ، معتمدين على الماء وضغط الهواء في توليد قوة دافعة للصواريخ. وكانت الجامعة قد استقبلت 61 طالبا موهوبا في البرنامج الإثرائي الصيفي الحادي عشر للموهوبين الذي تحتضنه الجامعة هذا الصيف بالتعاون مع مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع "موهبة". وشارك في البرنامج لهذا العام 61 طالبا من المرحلة الثانوية تم اختيارهم بناء على معايير واختبارات علمية دقيقة أقامتها "موهبة". ويعتبر البرنامج واحدا من البرامج الصيفية التي تقيمها "موهبة" في مؤسسات علمية وبحثية وتعليمية ويشارك طلاب من مختلف المراحل الدراسية، ويتميز البرنامج الصيفي بجامعة الملك فهد بكونه التجربة الأولى في السعودية لبرامج رعاية الموهوبين حيث يعتبر أول برنامج صيفي مكثف أقيم لرعاية فئة الموهوبين وتأهيلهم في بيئات علمية وبحثية. واوضح مدير البرنامج الدكتور يحيى بن إسماعيل عسيس الأستاذ المساعد بقسم هندسة الحاسب الآلي في جامعة الملك فهد أن برنامج إطلاق الصواريخ هذا هو النشاط العلمي الثاني، ويهدف إلى تطبيق بعض المعارف التي اكتسبها الطلاب خلال الأسبوع الماضي وخاصة في الفيزياء والميكانيكا، وقال إن النشاط عبارة عن تصميم صواريخ مائية بحيث يتم تقديم مواد تعطى للطلاب لاستخدامها في تصنيع الصواريخ مع تعليمات بسيطة من الأساتذة. وأشار أن الطلاب يستخدمون قوانين فيزيائية تتعلق بالضغط، حيث يتم ضغط الهواء داخل الصاروخ وإطلاقه، وتحدد قدرة الطلاب على الاستفادة من الضغط وتوجيهه واختيار توقيت الإطلاق وتصميم شكل الصاروخ المسافة التي يقطعها الصاروخ. وأكد أن الطلاب يشعرون بحماس شديد ولديهم الرغبة في مواصلة العمل، مشيرا إلى اكتسابهم فوائد مباشرة من خلال تطبيقهم لمبادئ علمية نظرية، إلا أن الفائدة غير المباشرة تكمن في دمج الطلاب ضمن مشاريع وتعويدهم على العمل على المشاريع ونقلها من كونها مجرد فكرة إلى أن تصبح منتجا قابلا للاستخدام. وقال إن الجامعة حظيت هذا العام بمجموعة متميزة جدا من الموهوبين، ونتطلع إلى أن يصل الطلاب إلى أفكار قد ينتج عنها براءات اختراع لكن الهدف الرئيسي هو إثراء خبرات الطلاب وإكسابهم مهارات تساعدهم في المستقبل لتوليد أفكار قد تنتج عنها براءات اختراع. وأضاف أن البرنامج يحرص على تزويد المشاركين بالمفاهيم العلمية والبحثية التي يحتاج إليها المهتمون بمجال الابتكارات والاختراعات وتوسيع مداركهم فيما يتعلق بتصميم الابتكارات وتسجيلها. ويتضمن الملتقى برنامجا علميا لتطوير قدرات الطالب الفكرية ويساعد الطالب على اكتساب مهارة التفكير النقدي ومهارات التعلم الذاتي ويعطي الطلاب الفرصة للإبداع وتوليد الأفكار ويوّفر مناخا يشجّع الطالب على تبادل الخبرات مع أقرانه. وبين أن البرنامج اليومي يحتوي على العديد من الأنشطة والفعاليات التي تغطي كافة احتياجات الطالب العلمية والمهارية والرياضية والترفيهية والاجتماعية. وسيشرف على كل وحدة إثرائية باحثون متخصصون في مجال الوحدة، يقضون ما يقارب 50 ساعة عمل، وفي اليوم الأخير للوحدة الإثرائية تقوم كل مجموعة من الطلاب بعرض يبيّن ما تعلموه وما تم انجازه خلال هذه الفترة. وحول برنامج الزيارات ذكر أنه يهدف إلى تعريف المشاركين بالمنطقة الشرقية من خلال بعض الرحلات والزيارات وهي رحلة إلى مدينة الجبيل الصناعية، زيارة سايتك، رحلة إلى شاطئ الجامعة، تسوق في مدينة الخبر. أحد الموهوبين أثناء تجهيز إطلاق الصاروخ