حرص الإسلام كل الحرص على اتباعه منذ ان بزغ فجره واهتم الرسول عليه الصلاة والسلام بذوي الحاجات الخاصة ولم يكن يفرق بين احد منهم فهم عنده سواسية الا بالتقوى وقد اقتضت الحكمة الإلهية ان يصاب بعض افراده بالإعاقة لتكون عظة وعبرة لغيرهم من الأسوياء فيحمدوا الله على ما انعم به عليهم من الصحة وألبسهم ثوب العافية، كما ان الدين الإسلامي دين تنوير وتثقيف ودين يحافظ على سلامة البشر فهو يحث على المحافظة على النفس وعدم تعريضها للخطر، وفي المقابل أوجد الإسلام تشريعا كاملا يضمن حقوق المعاق وحصوله على الرعاية الكاملة من الأسرة والمجتمع، فالإنسانية لم تعرف الاهتمام بالمعوقين كما عرفته الحضارة الإسلامية حيث جعل الإسلام رعاية المعاق فرضا من فروض الكفاية اذا قام به البعض سقط الإثم عن الباقين، ولذا نجد ان الإسلام يحث كل من يتولى رعاية المعاق ان يتصف بصفات وأمور محددة مثل الصبر وتحمل المسؤولية وعدم الشماتة والسخط والضجر وتكون صفات الإحسان والإيثار من اهم ما يتصف به من صفات ومميزات وأن لا يكون ممن يتسلقون على اكتاف المعاقين للوصول الى مآربهم وأطماعهم الشخصية فإلى كل مسؤول عن شؤون المعوقين وقضاياهم اضع العديد من النقاط ذات الأهمية القصوى بين يديك هذه المسألة كأولى قضايا المعوقين متمنيا وراجيا من الله لها فوالله ما كتبته الا لأنني معاق وأعرف كل ما يتعرض له المعاق من صعوبات من خلال الحياة التي يعيشها، فمسألة الإنشاءات التي تشمل كل ماهو متعارف عليه وأبدأ بالمساجد بيوت الله التي يؤمها الأصحاء والمعوقون قد اغفلت التسهيلات اللازمة لفئة المعوقين من تسهيلات ودورات مياه فإذا وجد مسجد فيه طريق مسهل فهو من النوادر وتغفل فيه دورات المياه. والدوائر الحكومية حدث ولا حرج فكثيرا ما يحتاج الفرد المعاق لمراجعة اموره الخاصة ولكن عدم وجود التسهيلات يحول دون ذلك، وسأورد بعض الأمثلة لذلك فالبلديات ذات العلاقة المباشرة بالمعوقين وغيرهم قد اغفلت التجهيزات الضرورية للمعوقين كما انها اغفلت متابعة المشاريع المختلفة لتنفيذ عمل ما يخدم المعوقين ويعلم الجميع ان وزارة البلدية والشؤون القروية بناء حديث ويلمس حاجة المعوق عن قرب قد اغفلت أبسط حقوق المعاق بعدم وجود دورة مياه واحدة على الأقل وحتى دورات المياه الموجودة فالشخص (البدين السمين) لا يستطيع ان يدخلها لصغر ابوابها وقد قلت السمين لأن السمنة نوع من انواع الإعاقة وهذا ينطبق ايضا على مطار الملك خالد الدولي فالمشكلة الموجودة في البلدية موجودة في المطار ايضا وينطبق ذلك ايضا على الحدائق العامة والأسواق التجارية والمطاعم والمدارس التي يفتقر كثير منها الى ابسط التجهيزات كعدم وجود الفصول المهيأة للمعوقين والوسائل المرتبطة بالتعليم كالسبورة او الطاولة وحتى دورات المياه. وسأورد هذه القصة التي دائما ما تحدث معي عندما نذهب لمطعم بصحبة اطفالنا لتناول وجبة فإننا نعود ادراجنا من حيث اتينا لوجود العوائق الكثيرة التي من اهمها وجود الدرجات الكثيرة والتي احيانا حتى السليم يتضايق منها ولكن لو نظرنا الى مطاعم الوجبات السريعة والتي تشرف عليها شركات عالمية نجدها انها لم تغفل الممرات المسهلة فهل هم احرص منا على هذه الفئة الغالية على الجميع والتي لم تبخل الدولة ايدها الله بمد يد العون والمساعدة لكل ما فيه خدمة وصلاح لهم.ان الأمل معقود بالمجلس الأعلى للمعوقين الذي آمل ان يكون صدوره قريبا على ان يأخذ بالاعتبار المتطلبات الضرورية لهذه الشريحة من المجتمع، ولا انسى دور الأمير سلطان بن سلمان رئيس جمعية الأطفال المعوقين والأمين العام للسياحة عندما وجه قبل فترة ليست بالقريبة بأن يعمل في كل فندق غرفة على الأقل مع دورة مياه لخدمة المعوقين ولكن هذا القرار لم ينفذ بعد لأنه يحتاج الى متابعة مستمرة من جهة مسؤولة عن مثل هذه الأمور، ولكن لعدم وجود المتابعة قد ينسى الأمر وكما يقال (من امن العقوبة اساء الأدب). كل ما ذكر ماهو الا غيض من فيض فالحديث عن الإعاقة والمعوقين له مذاق خاص لا يلمسه الا من عايش الإعاقة وجلس مع المعوقين انفسهم وسمع شكواهم ومعاناتهم. وكما ذكرت فإن الأمل معقود بالمجلس الأعلى للمعوقين ان يأخذ باعتباره تلك المتطلبات وأكثر منها فأنا لم اتطرق لتوظيف المعاقين ومعاناتهم لإيجاد وظيفة يعولون من خلالها اسرهم وظروف اعاقتهم فهو هم آخر اكبر من كل الهموم.