بناء المنظمات الحديثة وتشغيلها ثقافة اليوم - محمد المرزوقي صدر حديثا كتاب بعنوان " بناء المنظمات الحديثة وتشغيلها: دراسة حالة" من إعداد الدكتور محمد بن ناصر البيشي، والدكتور إبراهيم بن علي البداح، في تسع وثمانين ومئتي صفحة من القطع الكبير متضمنا ثلاثة أبواب جاء الأول منها بعنوان: نشأة الهيئة العليا للسياحة؛ متضمنا خمسة فصول جاءت على النحو التالي: أسباب نشأة الهيئة العليا للسياحة، نشأة الهيئة العليا للسياحة، الأمين العام للهيئة، تشكيل مجلس إدارة الهيئة، الأوائل في مسيرة الهيئة. أما الباب الثاني فقد حمل عنوان " بناء الهيئة العليا للسياحة" مشتملا على خمسة فصول كالتالي: الرؤية والرسالة، البناء التنظيمي والإداري، خلق الثقافة التنظيمية، تخطيط الأيدي العاملة واستقطابها، التجهيزات؛ أما الباب الثالث من الإصدار فقد عنونه المعدان بتشغيل الهيئة العليا للسياحة؛ حيث تضمن هذا الباب ثلاثة فصول الأول منها جاء عن مراحل التشغيل، أما الثاني فعن أساليب التشغيل، بينما حمل الثالث عنوان: تشغيل قطاع الآثار.. إضافة إلى ما تضمنه الإصدار من قوائم خاصة بالجداول، والأشكال، والوثائق، والخرائط، والصور. وقد هدف معدا الإصدار منه إلى إلقاء الضوء على الجوانب التطبيقية وبناء المنظمات الحديثة وتشغيلها خصوصا في مجال السياحة، إضافة إلى ما يمثله الكتاب من الوقوف على مرحلة من تاريخ الإدارة والتنظيم في المملكة في هذا السياق الذي قدما المعدان خلاله قطبي الموضوع من خلال الجمع بين السياحة والإدارة، لتقديم إجابات على العديد من الأسئلة التي تهم الباحثين، وذلك من خلال تقديم هذه الإجابات للباحثين وأصحاب الاهتمام حول منهجية المملكة في بناء الهيئات ذات الطبيعة الإدارية وتشغيلها، إضافة إلى معايير الاختيار للمناصب الإدارية.. حيث اعتمد معدا الكتاب في مادته العلمية على مصادر أولية كالملاحظة والمقابلة والاستبانة والوثائق والصور ومعلومات الأشخاص الطبيعيين ممن كان لهم إسهامات في نشأة الهيئة، إلى جانب المصادر الثانوية من الكتب والدوريات المتخصصة في الإدارة والتنظيم والنشاط السياحي. د.الرشيد يبحث في شعر الجن جدة - محمد باوزير لم أنفك من شعر البشر بكل اشكالاته وقضاياه حتى سمعت أن للجن شعراً، هذا ما جال في ذهني وأنا أقرأ كتاب (شعر الجن في التراث العربي) للباحث الدكتور عبدالله بن سليم الرشيد، والصادر عن "المجلة العربية" وتذكرت كتاب الراحل الكبير الدكتور غازي القصيبي – رحمه الله – حينما أفرد كتاباً اسماه (من هم الشعراء الذين يتبعهم الغاوون) قبل عقدين تقريباً وذكر في ثناياه بعضاً من هذا الحديث وعلاقة الشاعر بالشياطين وأذكر أنه أورد بيتاً من الشعر يعتمد فيه الشاعر في شعره على شيطان ذكر فقال: إني وكل شاعر من البشرشيطانه أنثى وشيطاني ذكر إلا أن كتاب الدكتور الرشيد تناول الشعر الذي وضع على ألسنة الشعراء ليدرسه بعناية ويتعهده بتحليل مظاهر وقضاياه.. حيث يقول المؤلف في توطئة للكتاب: تواطأ العرب في هذا السياق على نسبة الشعر إلى الجن وجعلوهم ذوي صلة بالشعر تلميحاً أو تصريحاً وبخاصة في المواقف المحفوفة بأجواء من الرهبة والغموض، وهي المواقف التي نقلتها تلك الأخبار التي جاء الشعر في تضاعيفها.. والكتاب يضم في مجملة ثلاثة فصول وخاتمة خص الفصل الأول عن الجن في التفكير العربي فعرف بهم وأورد آراء العرب في الجن وحدد مساكنهم ومقدار الشعر المنسوب إليهم كما ورد في المصادر ثم عرج إلى اختلاف رواية الشعر المنسوب إلى الجن، في حين تناول د. الرشيد في الفصل الثاني مواقف بعض العلماء من شعر الجن والاخبار المتصلة بهم فأورد آراء للجاحظ والمسعودي وأبو هلال العسكري والسيوطي والماوردي. أما الفصل الأخير فقد بناه المؤلف على مقامات هذا الشعر أورد فيه كثيراً من شعر الجن موضحاً قيمته الفنية وعلاقته بمفهوم الشعر عند العرب.. ليصل المؤلف في خاتمة كتابه إلى أن نسبة الشعر إلى الجن ألهمت النقاد أن يدركوا العلاقة بين الشعر والسحر ويمكن عدها إرهاصاً بشَّر بنظريات متقدمة في تأويل الشعر وفهمه.