.. من أغبى خلق الله وأضعفهم فطنة وذكاء (الجن).. ومع ذلك فقد صدر للدكتور عبد الله سليم الرشيد ضمن سلسلة كتاب «المجلة العربية» مؤلف بعنوان: «شعر الجن في التراث العربي» ويذكر المؤلف في «توطئة» بمطلع الكتاب ما نصه: «للشعر عند العرب شأن كبير، فهو عندهم تعبير ذو سمات غير معهودة، وتمثيل للمعاني، وافتنان في الألفاظ، وخروج عن السائد في كلامهم اليومي العابر، بل حتى عن كلام خطبائهم البليغ. ويشهد على تلك المنزلة، اتفاقهم على المصادر الغامضة للشعر، ونحلهم الكلام البليغ للكهان والعرافين، ونظرتهم للشاعر على أنه إنسان غير عادي. وتواطؤوا في هذا السياق على نسبة الشعر إلى الجن، وجعلوهم ذوي صلة بالشعر تلميحا أو تصريحا، وبخاصة في المواقف المحفوفة بأجواء من الرهبة والغموض، وهي المواقف التي نقلتها تلك الأخبار التي جاء الشعر في تضاعيفها. وما في هذا الكتاب هو استعراض لما جاء من الشعر منسوبا إلى الجن، من حيث مصادره ومقاماته ومادته، ومستواه الفني. ثم فيه مقاربة لعلاقته بمفهوم الشعر عند العرب، وهي نقطة الارتكاز المهمة فيه، التي أرجو أن تمنح هذا الكتاب خصوصية نقدية. ثم يضيف لاحقا: وبآخره وقعت على رسالة بعنوان (الجن في الشعر الجاهلي) لحليمة خالد رشيد صالح، عرضت فيها لعدة قضايا مثل الجن في الموروث القديم عند العرب وبعض الأمم الأخرى، والجن والإنسان في الشعر الجاهلي، والجن والحيوان، والجن والطبيعة، وأبعاد صورة الجن ودلالاتها. وأهم ما عرضت الباحثة له مما أنا بسبيله هو قضية الإلهام ودور الجن فيها، غير أن ما خالفتها فيه هو أن دراستي تتوجه إلى الشعر الذي وضع على ألسنة الجن، أما الباحثة فدرست الشعر الجاهلي الذي حوى إشارات إلى الجن وأشكالهم وحقيقتهم وأثرهم والموقف منهم، وإن اقتضى بحثها أن تشير إلى بعض الشعر المنسوب إلى الجن أحيانا، ولكنه لا يعد جزءا من مدونتها». تحية للدكتور عبد الله سليم الرشيد لما قدم، وشكرا للمجلة العربية على اهتمامها بمثل هذه الأعمال المتميزة. آية: قال تعالى: (وأنا ظننا أن لن تقول الإنس والجن على الله كذبا). وحديث : «مفاتيح الجنة شهادة أن لا إله إلا الله» رواه أحمد. شعر نابض : من شعرهم: ولد النبي فذلت الأملاك ونأى الضلال وأدبر الإشراك.