لا تزال الدروس العلمية المقامة بجامع العثمان بحي الحمراء بالرياض - خلف مدينة الحكيرلاند الترفيهية - تلقى اقبالاً كبيراً من طلاب العلم الحاضرين من داخل المملكة، بل ومن خارجها عن طريق البث الإسلامي عبر شبكة الإنترنت. و«الرياض» التي ترعى هذه الدروس إعلامياً التقت بإمام وخطيب الجامع الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز العثمان ليحدثها عن جديد الدروس العلمية وثمارها فيقول: بحمد الله تعالى تقام هذه الدروس نظراً لأهمية ربط الناس بعلمائهم، واستفتاءاتهم في ما يشكل عليهم من أمور دينهم، ويضيف قائلاً: كانت هذه الدروس مناسبة لهذا الوقت أكثر من غيره من الأوقات حيث أنهى يوم أمس الأول الشيخ د.عبدالعزيز بن محمد السدحان شرح حديث (الدين النصيحة) وبيَّن في شرحه أن النصيحة أمر مهم من أمور هذا الدين العظيم، ونصيحة المسلمين لبعضهم البعض تقوّم تعاملاتهم وعباداتهم حتى تكون موافقة لشرع الله، ومن المسائل المهمة التي تطرق إليها فضيلته ما يتعلق بنصيحة ولاة الأمر، فينبغي أن تكون بالحكمة والأناة والرفق، فما وضع الرفق في شيء إلا زانه، ولم ينزع من شيء إلا شانه، وبيَّن فضيلته أيضاً أن الدعاة لولاة الأمر من السنّة كما قال الإمام البربهاري - رحمه الله -: إذا رأيت الرجل يدعو للسلطان فاعلم أنه صاحب سنّة وإذا رأيت الرجل يدعو على السلطان فاعلم أنه صاحب هوى. فيما بدأ يوم أمس الأول الشيخ عبدالمحسن بن عبدالله الزامل شرح المنظومة البيقونية في مصطلح الحديث، وكان العدد يتزايد حتى نهاية الدرس، وهذه المنظومة يجهل عدد من طلاب العلم أهميتها، حيث يقول إمام وخطيب جامع العثمان عن سبب اختيارها وشرحها: ان متن المنظومة البيقونية للإمام البيقوني - رحمه الله - لها من الأهمية عند طلاب العلم مكان، حيث من أتقن حفظها وفهمها من العلماء الراسخين فإنه يعرف بإذن الله تعالى الحديث الصحيح من الحديث الحسن من الحديث الضعيف من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأيضاً يعرف عن طريقها طالب العلم العلل التي قد تلحق بالحديث فتكون سبباً في ضعفه وعدم صحته، فسنّة المصطفى صلى الله عليه وسلم ينبغي لطالب العلم أن يحرص على حفظها وفهمها وتطبيقها فهي المصدر الثاني من مصادر التشريع عند المسلمين بإجماع الأمة. فيما يستمر درس الشيخ د.عمر بن سعود العيد في شرح الأصول الثلاثة لشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله -. الجدير بالذكر أن هذا المتن من أهم المتون المتعلّقة بفن العقيدة إذ ان الفنون المتعلقة بالشريعة عدة فنون كفن الفقه وأصوله والحديث ومصطلحه والتفسير وأصوله والنحو إلى غير ذلك، لا سيما وأن مؤلفه (الإمام محمد بن عبدالوهاب) مجدد التوحيد في عصره، ولا يزال علماؤنا كسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - يوصون بحفظ المتون والتي منها هذا المتن العظيم في توحيد الألوهية (متن الأصول الثلاثة وأدلتها). فيما يستمر درس الشيخ د.عبدالعزيز بن فوزان الفوزان في شرح كتاب الصلاة من منهج السالكين للعلامة السعدي - رحمه الله -، ويتبين أهمية هذا الدرس بأنه يتعلّق بعمود الدين وهي الصلاة كما قال إمام وخطيب الجامع: إن صلحت صلح سائر العمل وإن فسدت فسد سائر العمل، وصلاحها يكون بتعلّم أحكامها وبيان شروطها وأركانها وواجباتها والاحتراز مما يكون سبباً في بطلانها، لا سيما أن هذه الصلاة تجب على العبد خمس مرات في اليوم والليلة. فيما يستمر أيضاً درس الشيخ د.يوسف بن عبدالله الأحمد في شرح كتاب آداب المشي إلى الصلاة لشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله -، وقد تم الانتهاء من باب آداب المشي إلى الصلاة وتم البدء يوم أمس في باب الصوم حيث يراعى في هذا الدرس وفي غيره من الدروس ربط الأحكام الشرعية بأدلتها الصحية من الكتاب والسنّة. الشيخ العثمان يشكر «الرياض» وشكر إمام وخطيب الجامع جريدة «الرياض» على تميزها في تغطية هذه الدروس العلمية وأضاف قائلاً: إن تغطية جريدة الرياض لهذه الدروس العلمية الشرعية إن دل على شيء فإنما يدل على حرصها على أمور الدين والشريعة ونشر العلم الصحيح بين الناس، وأضاف قائلاً: إن نجاح هذه الدروس بحمد الله من حيث الحضور الكبير من طلاب العلم ومن سائر فئات المجتمع واستفادتهم إن شاء الله منها، إن كان من شكر فالشكر والعرفان بعد شكر الله عزَّ وجل لسعادة رئيس التحرير الأستاذ تركي السديري، وسعادة نائبه الأستاذ د.عبدالمحسن الداوود ومدير التحرير الأستاذ سليمان العصيمي، والأستاذ عبدالله سليمان، والأستاذ علي الحضان.. فجهودهم مشكورة مأجورة بإذن الله على حرصهم على نشر العلم الشرعي الذي يلقى في أشرف البيوت بيوت الله عزَّ وجل. واختتم حديثه قائلاً: والشكر موصول لكل من ساهم في هذه الدروس من مشائخ وحضور ووسائل إعلام، راجياً من الله العلي القدير أن يوفق الجميع لما فيه خير أمر دينهم ودنياهم.