يسطر التاريخ حياة الأمم والشعوب كما يسجل لرجال عظماء أسمى العطاءات ومجهودات التفاني لخدمة قيم الأمة ومبادئها والتمسك بثوابتها. فقدت المملكة العربية السعودية واحداً من أبرز رجالاتها وخيرة أبنائها الأمير نايف وفقدنا نايف الإنسان نايف القيادة نايف الحكمة نايف المسؤولية وأمانتها فقدنا رجلاً أسهم في بناء شامخ وعالٍ لهذا البلد المعطاء. إن نايف الأمن والعلم والحكمة صنع الأمن الحقيقي وفق معايير وقواعد العلم وفلسفة المعرفة وجودتها المؤسسة على قيم العدالة واحترام الإنسان والحفاظ على كرامته رعاية حقوقه كي يطمئن ويخلد إلى السكون والراحة دون تجاوز أو ظلم أو تعسف ولا يمكن لأحد أن يجهل شخصية وطنية سعودية شكلت أحد أعمدة الحكم في المملكة فنايف الإدارة رحمه الله تنقل بين مناصب إدارية وسياسية واجتماعية والشعب السعودي بل العربي ربط على الدوام ويربط بين نايف وزير الداخلية وبين الأمن والاستقرار في جوانبه الاجتماعية والفكرية وقائياً واجرائياً على حد سواء والقدرة الفذة على اتخاذ المواقف والقرارات الناجحة إزاء أي قضية أو ظاهرة. لقد امتزج الفكر الأمني في المملكة في قضية الحفاظ على الوطن وتميزت معالجته الأمنية والسياسية والتنموية بقضايا المجتمع والأمة بأسلوب فريد يقوم على كسب المجتمع والوقوف بجانبه ثم أن المتابع المنصف بجهود الراحل الكبير نايف صانع المنظومة الأمنية ورجل الفكر والإدارة جهوده في تنمية قطاعات العمل الأمني واهتمامه بالملفات الأمنية ومنها محاربته للإرهاب والتصدي لآفة المخدرات والإشراف على لجان وحملات الإغاثة للشعوب العربية والدولية ثم جهوده في خدمة العلم والمعرفة وجائزة السنة النبوية ومسابقة الأمير نايف لحفظ الحديث النبوي والندوات العلمية ورعايته للمؤتمرات داخل المملكة وخارجها وخدمة الحج والحجاج وراحتهم وأمنهم واسهاماته في الخطط التنموية والاستراتيجية للمملكة والمتتبع لأقوال الفقيد الغالي يتلمس عمق المعاني وصدقها وجزالتها وانصهارها في حفظ الأمن وتحقيق الاستقرار وسمو ورقي في الفكر والعلم ومنها العلم الأمني سمو ورقي القيادة متعددة الصفات وهو يعضد أخاه خادم الحرمين الشريفين واخوانه في إدارة الدولة. إن رحيل الأمير النايف شكل فاجعة كبيرة ومصاباً جللاً وان الشعور بمرارة الفراق لم تقتصر على فراق نايف الرجل بشخصه إنما تجاوز ذلك لرجل نذر حياته خدمة لدينه وأمته على أكثر من صعيد وأحبه شعبه كل شعبه. لقد ترجل الفارس عن صهوة جواده إلى مثواه الأخير تاركاً سجلاً حافلاً من الانجازات ورصيداً كبيراً من العطاءات والمنجزات أداها بكل حنكة وحكمة ودراية. وهنا في هذا المقام والمقال لا يسعنا إلا أن نسلم بقضاء الله وقدره وأن ندعو الله تعالى أن يرحمه ويغفر له وأن يرزقه الطمأنينة والنور في القبر وأن يرزقه الفردوس الأعلى من الجنة. (إنا لله وإنا إليه راجعون) * طالب مبتعث بجمهورية بولندا - وارسو