نوه أ.د. أحمد بن محمد السيف نائب وزير التعليم العالي باختيار خادم الحرمين الشريفين لصاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز وليا للعهد وتعيينه نائبا لرئيس مجلس الوزراء وزيرا للدفاع. وقال د.السيف رغم فداحة المصاب بوفاة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله على كل فرد من أفراد الشعب السعودي، إلا أن الشارع السعودي كان مطمئنا إلى حكمة صانع القرار في المملكة العربية السعودية وقدرته على الحسم، وقد جاء قرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله باختيار الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولياً للعهد ليعزز هذا الشعور وهو القرار الذي أثار ارتياحاً واسعاً في كافة الأوساط لسببين: أولهما يتعلق بسرعة اتخاذ القرار الذي قطع الطريق على أي نوع من التكهنات والتوقعات السلبية، وثانيهما يتعلق بالشخصية المختارة لهذا المنصب، فجميع التوقعات والترشيحات كانت تجمع على جدارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز بولاية العهد وكفاءته لشغلها، إذ كان سموه موضع ثقة ملوك هذه البلاد منذ والده الملك عبدالعزيز رحمه الله وحتى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه مروراً ببقية الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد رحمهم الله جميعاً، الذين أسندوا إليه الكثير من المهام بحيث كان سموه حاضراً ومشاركاً في كافة القرارات المصيرية في تاريخ هذه البلاد منذ السبعينات الهجرية (الخمسينات الميلادية) وحتى اليوم. وقد كان لتنوع المهام المحلية والإقليمية والعربية والإسلامية التي تولاها سمو الأمير سلمان وجسامتها أثرها الكبير على شخصية سموه وما يتمتع به من حكمة وحنكة واضحة، وخبرات سياسية وإدارية يدركها كل من تعامل مع سموه أو اقترب منه أو حضر مجلسه العامر الذي يعد ندوة سياسية وثقافية متميزة يحضرها سياسيون وعلماء وأدباء وإعلاميون من كافة أنحاء الوطن العربي، والكثير من هؤلاء سجل انطباعاته عن مجلس سموه، وكان أكثر ما أثار إعجابهم في شخصية الأمير سلمان الثقافة الموسوعية التي يتحلى بها سموه وغزارة معلوماته في الكثير من العلوم وبخاصة في التاريخ والأنساب والأدب والسياسة إلى جانب معرفته بتفاصيل تاريخ الكثير من الأسر وأنسابها في مختلف مناطق المملكة، ويكاد يجمع هؤلاء الكتاب على ما يتمتع به سموه من جاذبية شخصية تذكّر الكثيرين بشخصية المغفور له والده الملك عبدالعزيز رحمه الله. وإذا كان من الصعب تتبع جوانب العظمة والتميز في شخصية سموه، فإن شواهد هذا التميز تبدو واضحة في أكثر من ميدان، وإن كانت العاصمة السعودية الرياض التي تولى إمارتها قبل ما يزيد عن نصف قرن الشاهد الأبرز حيث نقلها سموه من مدينة صغيرة إلى واحدة من أكبر المدن على مستوى العالم وأسرعها نمواً وتطوراً سواء على مستوى الإنسان أو المكان. وإضافة إلى الجوانب السياسية والإدارية، اعتاد الناس في المملكة والعالم الإسلامي على جانب آخر من شخصية الأمير سلمان يتمثل في كونه رجل الخير الذي يسارع إلى تبني كل مبادرة خيرة لصالح الإنسان في الداخل والخارج، ويبذل سموه الكثير من ماله ووقته وجهده للكثير من الأعمال الخيرية التي تصب في مصلحة المواطن مثل جمعيات البر، وجمعيات تحفيظ القرآن، وجمعيات الإسكان الخيري، ورعاية الأيتام وجامعة الأمير سلطان، وغيرها إضافة إلى العمل الخيري الموجه للبلاد الإسلامية بدءاً من اللجنة الشعبية لدعم القضية الفلسطينية، والهيئة العليا لجمع التبرعات للبوسنة والهرسك والصومال وغيرها. لهذا كله كان قرار خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله باختيار سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولياً للعهد نائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للدفاع محل إجماع وترحيب من كافة فئات الشعب السعودي، وكذلك من قبل السياسيين والمهتمين في الدول الشقيقة والصديقة الذين يعرفونه منذ زمن بعيد كرجل دولة من الطراز الأول خبير ومحنك ظهرت حكمته في أصعب الظروف الداخلية والعالمية.