احتفل كرسي الأمير نايف للدراسات الإسلامية والعربية بجامعة موسكو الحكومية في روسيا الاتحادية بتخريج الدفعة الخامسة عشرة من خريجي الكرسي، وذلك بحضور سفير خادم الحرمين الشريفين لدى روسيا الاتحادية، الأستاذ، علي بن حسن جعفر، وعميد معهد بلدان آسيا وإفريقيا البروفيسور، ميخائيل مير، والدكتور فكتور باك، نائب كرسي الأمير نايف للدراسات الإسلامية والعربية، والدكتور فريد أسد الله، ممثل مجلس شورى المفتين في روسيا، وعدد من المستشرقين والمثقفين، وطلاب المعهد وأساتذته. تكريم أحد الخريجين وفي كلمة أمام الحضور بمقر معهد بلدان آسيا وأفريقيا في وسط العاصمة الروسية (موسكو)، تحدث رئيس الكرسي البروفيسور ديمتري فرولوف مستعرضاً مسيرة الكرسي الذي يرعاه سمو الأمير نايف بن عبد العزيز، منذ خمسة عشرة سنة مضت، مؤكدا على أن الكرسي تأسس عام 1995م بمعهد بلدان آسيا وإفريقيا بهدف الإسهام في تطوير العلاقات بين روسيا والمملكة، بالإضافة إلى تطوير الثقافة والتعليم الإسلامي في روسيا. وخلال حديثه أشار البروفسور فرولوف إلى الإسهامات الهامة التي قام بها الكرسي خلال السنوات الماضية ، وأضاف قائلاً: خلال عشر سنوات من عمر الكرسي في معهد بلدان آسيا وإفريقيا التابع لجامعة موسكو الحكومة تخرج فيه أكثر من ألفي شخص من مختلف الأعمار والمهن والديانات. فيما قام أعضاء هيئة التدريس بتأليف عدد من الكتب العربية بما فيها "تعلم قراءة القرآن بالعربية" و"تعلم قراءة الحديث بالعربية" و"سبع آيات لكل يوم" و"اللغة العربية للنصوص المسيحية"، كما تمكن 20 طالباً من الحصول على درجة الماجستير في العلوم الإسلامية و8 تمكنوا من تقديم رسائل الدكتوراه في الكرسي. من فقرات الاحتفال واعتبر فرلوف أن المبادرة الكريمة من لدن سموه الكريم قد أتاحت للطلاب بصفة مجانية للحصول على العديد من المعارف عن الدين الإسلامي واللغة العربية وعلومها وتمكينهم والباحثين الروس والمسلمين في روسيا من الاطلاع على علوم الدين الإسلامي بجميع أنواعها. وقال: أتصور أن كرسي الأمير نايف للدراسات الإسلامية والعربية في جامعة موسكو قد أوجد أرضية للطلبة الروس الذين يشكلون نماذج من المجتمع الروسي للإطلاع على الإسلام في صورته الحقيقية وبالتالي فإنه يقدم خدمة جليلة للإسلام والمسلمين بنشر الثقافة الإسلامية لدى الآخرين، بل إن هؤلاء الدارسين لهذه الثقافة الإسلامية قد يكونون المدافعين عنها في مجتمعاتهم والداعين لفهم قيمها وحضارتها. صورة جماعية للخريجين أمام مقر الكرسي بموسكو وأشاد فرلوف في هذا الصدد بجهود سمو الأمير نايف واهتمامه ودعمه للكرسي منذ خمسة عشرة سنة مضت، كما عرج على اللفتة الكريمة من سموه الكريم والمتعلقة بتمكين طلاب قسم الدراسات الإسلامية من القيام بأداء فريضة الحج وزيارة الأراضي المقدسة، وهو ما اعتبره الطالب رئيس باختيار، الذي زار المملكة لأداء فريضة الحج ضمن هذا البرنامج، فرصة رائعة استفادة منها 13 شخصا حيث قال: لم يمكنا الأمير نايف حفظه الله من التعليم المجاني وتعليم لغة القرآن والعلوم الإسلامية ، ولكن مكننا من زيارة بيت الله الحرام التي كانت بالنسبة لي أمنية تحققت بفضل هذه المبادرة الكريمة. من جهته أشار سفير خادم الحرمين الشريفين لدى موسكو، الأستاذ، علي بن حسن جعفر في كلمة ألقاها في الاحتفال إلى تزامن هذا الحدث مع الذكرى السابعة لبيعة خادم الحرمين الشريفين، وأشاد سعادته بالجهود التي بذلت خلال السنوات الماضية، قائلاً: لقد أصبح كرسي الأمير نايف للدراسات الإسلامية والعربية منارة علمية في جامعة عريقة، وأصبحت العديد من الكليات والمؤسسات التعليمية الأخرى تستفيد من منتجات هذا الكرسي، وأصبح النتاج العلمي للكرسي يحظى باهتمام الكثير من الباحثين. ولفت إلى أن الكرسي ينتهج في بحوثه العلمية المبادئ الإسلامية وتعليم أصول اللغة العربية بالأساليب الحديثة. وأكد أن كرسي الأمير نايف للدراسات الإسلامية والعربية بجامعة موسكو في روسيا الاتحادية جاء ثمرة لتوجيهات سمو الأمير نايف ورغبته الإنسانية الصادقة في دعم ونشر السيرة النبوية المطهرة، والدراسات المعاصرة وحفظ الأحاديث النبوية ولغة القرآن الكريم في جميع أنحاء العالم ومن بينها روسيا الاتحادية، وهذا دلالة واضحة على أن المملكة العربية السعودية تدعم العلم والعلماء وتنطلق من نهجها الكريم إلى المسلمين في جميع أنحاء العالم ومنهم روسيا. كما يأتي ذلك انطلاقاً من الدور البارز للملكة العربية السعودية على الصعيد العربي والإسلامي، وسعيها في نشر العلوم العربية والإسلامية في مختلف دول العالم والحضور الفاعل داخل تلك المؤسسات العلمية، ما يمكنها من إجراء حوار بناء من خلال تلك المؤسسات الأكاديمية.