أشاد الأكاديمي الروسي والمستشرق الكبير البروفيسور ديمتري فرلوف بمواقف سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز الحكيمة، وقال إن مهامه السياسية والأمنية ومسؤولياته الجسام لم تشغله عن نشر العلم ودعمه للحركة الثقافية، والعمل على كل من شأنه نشر الإسلام واللغة العربية. وأضاف: يأتي قسم الأمير نايف للغة العربية والدراسات الإسلامية بجامعة موسكو خير شاهد على هذا الاهتمام، حيث إنه يرعاه ويموله على نفقته الخاصة منذ ثلاثة عشر عاما مضت. وقال المستشرق الروسي وهو مدير القسم: تأسست جامعة موسكو الحكومية منذ 250 عاما وبدأ الاستشراق فيها منذ 200 سنة، وفي الجامعة ذاتها يوجد قسم الأمير نايف للدراسات الإسلامية واللغة العربية وآدابها حيث يدرس به عدد كبير من الطلبة. ويدرس بالكراسي مناهج تهتم بالقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، واللغة العربية. وتابع يقول: الأمير نايف رجل علم وثقافة وحنكة سياسية، فلم تشغله مهامه الأمنية والسياسية والحكومية عن نشر اللغة العربية، والدين الإسلامي، ويأتي دعمه لهذا القسم من ثلاثة عشر عاما خير شاهد على ذلك. وعن بداية عمل القسم قال: تم التوقيع على إنشاء القسم في نوفمبر عام 1995ه بحضور الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز والأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، وانطلقت الدراسة به في فبراير عام 1996م، وعن مدى الدعم الذي يلقاه القسم من سموه قال فرلوف: لا أستطيع أن أصف الدعم الذي نلقاه وهذا ليس بمستغرب فلولاه بعد الله لم يكن هناك قسم ولم نستمر ونحن أيضا نستشعر هذا الدعم باستمرار، واستطرد في حديث قائلاً: نحن عندما قبلنا هذا المقترح من سموه أخذنا على عاتقنا مسألة صعبة حيث كنا من الأوائل الذين أدخلوا الدراسات الإسلامية واللغة العربية في روسيا بعدما كانت الدراسات الإسلامية تاريخية فقط. وتابع يقول: إن الدراسة في هذا القسم فتحت للطلاب الباب للاطلاع على إحدى الحضارات العالمية العظيمة ألا وهي الحضارة العربية الإسلامية. وعن أهم إنجازات القسم في العام الدراسي 2008/2009م ذكر أن القسم قدم في مجال التعليم الجامعي من خلال جامعة موسكو لجميع الطلاب الذين يدرسون اللغة العربية مادة المدخل إلى علوم القرآن وتلقاها في هذا العام 26 طالبا وعلم الأخلاق 24 طالبا والسيرة النبوية 24 طالباً ومادة السيرة النبوية 34 طالباً، الحديث الشريف 28 طالباً التوحيد 28 طالباً الثقافة العربية الإسلامية11 طالباً هذا بالإضافة إلى مادة لغة القرآن الكريم لطلبة البكالوريوس والماجستير وتلقاها 4 طلاب هذا العام مشيراً إلى أن هذه المادة تمكن دارسيها من المبتدئين من قراءة وفهم نحو 3000 آية قرآنية والإلمام بأهم ظواهر اللغة العربية النحوية والصرفية. كما قدم القسم هذا العام لطلاب كلية الفلسفة مواد دراسية في اللغة العربية والقرآن والتفسير وأصول الفقه درسها 56 طالباً في السنوات الدراسية المختلفة في الكلية. كما قدم القسم دروسا في القرآن والتفسير والثقافة العربية الإسلامية ل 40 طالباً في كليات الآداب والتاريخ والصحافة والعلوم بجامعة موسكو هذا إضافة إلى تدريس اللغة العربية بصفتها لغة الدين والثقافة الإسلامية ل 20 طالباً في جامعة القديس تيخون المسيحية. أما في مجال التعليم العام فقد ذكر فرلوف أن القسم قدم لعدد 77 طالبا (غير متفرغ) دروسا في القرآن الكريم والتفسير والسيرة النبوية وأصول الفقه والثقافة العربية الإسلامية. وفي مجال البحث العلمي تمت مناقشة ترجمة فصل من السيرة النبوية لابن إسحاق وابن هشام كما تمت مناقشة رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراة في فلسفة علوم اللغة العربية بعنوان «الأنبياء في القرآن». هذا بالإضافة إلى إصدار كتاب دراسي متخصص لطلاب المدارس الثانوية لمادة «لغة القرآن الكريم». وأشار في حديثه إلى أن هيئة تدريس قسم الأمير نايف ضمت في هذا العام 4 بروفيسورات، 6 أساتذة مساعدين، و4 مدرسين قدموا خدماتهم الجليلة ل 338 طالبا خلال العام. كما أعرب من خلال حديثه ل«الرياض» عن شكره وامتنانه لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز على دعمه للقسم والعمل التعليمي والتثقيفي الذي يخدم مصلحة العلاقات بين روسيا والمملكة العربية السعودية والعالم العربي والإسلامي ككل. وقال: نحن الآن بصدد توجه كبير لدمج القسم ضمن هيكل المعهد لربما يلعب دورا في إنشاء تخصص جديد لأننا نستشعر الضرورة في التوسع وكذلك إيجاد دراسات إسلامية مقارنة كما أن القسم يدعم العلاقات الثقافية بين البدين الصديقين (المملكة العربية السعودية وروسيا الاتحادية) ولدينا مادة تدرس حول تاريخ الحضارة في المملكة العربية السعودية. وكشف عن أن الإقبال على الدراسة باللغة العربية يتزايد عاما بعد عام حيث تصل رغبة ما نسبته 95% من الطلاب لدراسة اللغة العربية ثم اللغة الصينية ثم اليابانية وتأتي بقية اللغات بنسبة 5%، وقد كان الفضل في ذلك بعد الله -عز وجل- لجهود قسم الأمير نايف في نشر اللغة العربية والثقافة الإسلامية سيما عندما تعلم أن المعهد به 20 قسماً لتعليم لغات بلدان آسيا وأفريقيا وبعدما مرت حقبة من الزمن كان الإقبال على اللغة العربية قليلا وقد فوجئنا بذلك في أول عام أعلن فيه عن افتتاح القسم. وقال أيضا: أتصور أن قسم الأمير نايف للدراسات الإسلامية والعربية في جامعة موسكو قد أوجد أرضية للطلبة الروس الذين يشكلون نماذج من المجتمع الروسي للاطلاع على الإسلام في صورته الحقيقية وبالتالي فإنه يقدم خدمة جليلة للإسلام والمسلمين بنشر الثقافة الإسلامية لدى الآخرين بل إن هؤلاء الدارسين لهذه الثقافة الإسلامية قد يكونون المدافعين عنها في مجتمعاتهم والداعين لفهم قيمها وحضارتها. وتابع يقول: كما يأتي ذلك انطلاقاً من الدور المهم للملكة العربية السعودية على الصعيد العربي والإسلامي، ويشكل في الوقت نفسه إدراك سموه الكريم للدور الثقافي والعلمي الذي يجب أن تؤديه في هذا المجال، وسعياً في نشر العلوم العربية والإسلامية في مختلف دول العالم والحضور الفاعل داخل تلك المؤسسات العلمية، مما يمكنها من إجراء حوار بناء من خلال تلك المؤسسات الأكاديمية. وقسم الأمير نايف عبارة عن قسم أكاديمي في جامعة موسكو ينتمي إليه عدد من أعضاء هيئة التدريس، ويدرس فيه الطلبة باللغتين العربية والروسية ليتم تأهيلهم في العلوم الإسلامية واللغة العربية بالإضافة إلى مساعدة الباحثين في التراث الإسلامي والعربي. ولقد حقق القسم منذ تدشينه العديد من النجاحات المتتالية عبر عقد ونيف من الزمن. وهو يقوم بتدريس اللغة العربية والثقافة الإسلامية لعدد كبير من الطلاب الذين يتدفقون عليه من عدد كبير من الجنسيات بمعهد بلدان آسيا و أفريقيا بجامعة موسكو. كما يقدم عدداً كبيراً من البرامج لطلاب الأقسام المختلفة بالجامعة، وبرامج أخرى لمن يتقدم له من المجتمع الروسي ذلك في اللغة العربية والثقافة الإسلامية.