اجتاحني خبر وفاة الأمير نايف كالصاعقة، لأن هذه الشخصية لم أشاهدها إلا متماسكة قوية لا يهزها شيء،، إنه رجل الأمن الأول الأسطورة، فقداستطاع بحنكته القضاء على الإرهاب وفق استراتيجية أعجبت العالم فهو الرئيس الفخري لوزارة الداخلية للعرب، وليس غريبا الشعور الذي اجتاحني عند تلقي الخبر، فمنذ ولادتي على هذه الأرض المباركة والأمير نايف وزيرا للداخلية. إن وفاة ولي العهد كان مفاجئا للجميع، خاصة وأن قلوبنا مازالت تئن لفقد الأمير سلطان.. فوداعا يانايف القوة والحكمة... وداعا لشخصك العظيم الذي لم يترك أي مجال من مجالات حياة المواطن دون أن يوليه اهتماما، وأبرزها من وجهة نظري كمواطنة: الاهتمام بمحاربة البطالة والفساد لأنهما قاعدة أساسية للقضاء على الارهاب. الأمر الآخر وقفته الحازمة بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين أمام ماحدث في كارثة سيول جدة. ولايغيب عني لفتاته الإنسانية وحرصه على تقدم أبنائنا بتشجيع الإبداع وزرع القيم الأخلاقية من خلال الكراسي المؤسسة في الجامعات السعودية. ولن أنسى قبل أشهر قليلة ضمن الحوار الوطني تشريفنا بمقابلة سيدي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وسعادتي الكبرى بدخوله على مجلسنا وكانت السكينة تحيطنا بتلاوة عطرة من القرآن الكريم وكنا حينئذ نطمع أيضا بمقابلة الأمير نايف في قصر الحكم الذي كنت أعتقد أن الهيبة ستتوشحني بمجرد دخولي إياه ولكن العكس صحيح فقد شعرت بالسكينة والأمن وكأنني في منزل طفولتي، وكنت في ذلك المساء المميز أترقب دخول الأمير نايف أبو سعود بصحبة والدي الملك عبدالله، ولكن هلّ نور وجه والدنا علينا بدونه، وكان الأمل أن تجمعنا لحظات أخرى. ومع ذلك تبقى مناقبه تذكرنا به ليظل مكانه راسخا في قلوبنا، وألسنتنا تلهج بالدعاء له. من هنا أرفع عزائي لخادم الحرمين الشريفين- كان الله في عونه- وللأسرة المالكة الكريمة وللشعب السعودي والأمة الإسلامية. *قاصة، واكاديمية - جامعة تبوك