مشاعر جياشة ذات نكهة "دبلوماسية" واكبها دموع وتصفيق وعناق حار خارج حدود الوطن شهدتها حفلات توديع عدد من الملاحق الثقافية مقار عملهم هذا الاسبوع وانتقال بعضهم لمحطات عمل جديدة في دول أخرى. ففي برزبن الاسترالية كانت دموع الملحق الثقافي هناك الدكتور علي البشري تسابق كلماته في حفل بهيج ودعه فيه الطلاب المبتعثون بمناسبة انتهاء فترة عمله هناك وفاجئوه بتكريم خاص خلال حفل الخريجين الذي أقامة نادي الطلبة السعوديين هناك في موقف لم يتمالك فيه نفسه فأجهش بالبكاء أمام الحاضرين الذين ضجت بتصفيقهم قاعة الحفل تقديراً للملحق على مشاعره التي لم يستطع إخفاءها. وفي لندن كانت المشاعر ذاتها القاسم المشترك عندما ودع المواطنون هناك طلابا وموظفين الملحق الثقافي الدكتور غازي المكي الذي لم يتمكن من حبس دموعه التي تساقطت أكثر من مرة في يوم وداعه خلال الحفل الذي كرم فيه بمناسبة انتهاء فترة عمله هناك وهو يستمع لكلمات الوداع من زملائه في العمل ومن الطلاب المبتعثين الذين لازموه طوال فترة عمله في عاصمة الضباب. وفي كندا اختار الملحق الثقافي هناك الدكتور فيصل أباالخيل "رسالة الكترونية"خاصة بعثها لكافة المبتعثين ومرافقيهم هناك ليختتم بها آخر يوم عمل له هناك قبل توجهه للمحطة الثانية له في العمل في بريطانيا. وقال أباالخيل في رسالته:"إنني تشرفت كثيراً بخدمتكم وبلقاء بعضكم والتواصل معه"،مؤكداً انهم -المبتعثون- خير من يمثل دينه ووطنه وأنهم وضعوا نصب أعينهم الوفاء للوطن وقيادته الرشيدة. ودعا الملحق الثقافي بكندا أبناءه المبتعثين في رسالة الوداع لاستشعار حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم مقدماً"اعتذاره" لكل من قصّر في حقه خلال فترة عمله. وبعبارات الشكر والعرفان ودموع المحبة والوداع عبر المكرمون عن مشاعرهم للحضور الكبير، كما عبر الطلاب المبتعثون في تلك الدول وغيرها من الدول التي انتهت فيها فترة عمل الملحقين العاملين فيها عن وفائهم وتقديرهم لمن أخلص منهم في العمل على ماقدموه لكافة المبتعثين طوال فترة عملهم وعلى حرصهم على تذليل مايعترضهم من مشكلات دراسية وغيرها. وترجمت هذه المشاعر علاقة استثنائية نمت خارج حدود الوطن بين بعض هؤلاء المسؤولين وأبناء الوطن هناك والتي تعكس توجيهات القيادة الرشيدة الدائمة لسفاراتنا هناك وللعاملين فيها وللملحقيات الثقافية هناك بضرورة العمل والتفاني في خدمة المواطنين في تلك الدول والطلاب وإزالة الحواجز بينهم والتواصل البناء معهم خدمة للدين والوطن،إضافة إلى تقدير المبتعثين المميز لأي مسؤول يقدم عمله بإخلاص وأمانة ويطبق النظام من غير تعسف ولا تفرقة. الملحق الثقافي في بريطانيا يمسح دموعه في يوم وداعه إحدى مناسبات تخريج دفعة من المبتعثين وتوديع ملحق سابق.