لابد لكل عامل في اي جهة للعمل أن يتمتع بوقت للراحة والاستجمام ليرفع عن كاهله العناء والتعب. ولذلك حرص أرباب العمل في مؤسساته وإداراته سواء الأهلية أو الحكومية في كل الدول العمل على توفير ذلك الوقت وبالتالي تلك الراحة للعاملين. وبعد ذلك يأتي دور ذلك المتمتع بتلك الإجازة فيما يغتنمها، وفي ماذا يقضيها، وكيف يستفيد منها؟ طبعا بإمكانه الاستفادة منها في أمور عدة ، كالقراءة مثلا أو تعلم مكاسب علمية جديدة في الدورات العلمية والتربوية وغيرها. أو الاستفادة بالسفر والترحال وهنا بيت القصيد ، فالسفر له فوائد كثيرة ويتمثل ذلك في هذه الأبيات التي تنسب للإمام علي ( رضي الله عنه) ، كما في الديوان المنسوب إليه ص63 ، حيث يقول:- تغرب عن الأوطان في طلب العلا ..... وسافر ففي الأسفار خمس فوائد تفريج هم واكتساب معيشة ..... وعلم وآداب وصحبة ماجد ففي السفر تفريج للهم إذا كان إلى تلك الربوع الجميلة ذات الخضرة النضرة والماء الصافي ذات الزرقة البهيجة كأن تسافر إلى المناطق التي تكثر فيها السهول أو تقضي بعض الأيام بجانب الشواطئ والبحار. ولك أن تسافر في الإجازة الصيفية للعمل واكتساب الرزق فهذا أمر جيد بدلا من تضييع الوقت الثمين المقدر بما يقارب الثلاثة أشهر في هذه الإجازة. وبالإمكان جعل السفر كله أو جله فوائد بأن تستغله في طلب ما ينفعك كالعلم النافع والآداب التي تتمم لك ما تعلمته وسمو ذلك كله في صحبة من تؤنسك رفقته وتجللك محبته. وأخيرا ينبغي أن لا تنصرم الإجازة إلا ونحن قد فزنا بهذه الفوائد والمطالب كلها في حلنا وترحالنا. محمد المبارك – الاحساء