حفظ الله مليكنا الذي حقق أحلاما لا تصدق في وقت قياسي ببذل سخي، فهو صاحب القرارات الراشدة والإرادة القوية فالأهداف الكبيرة تتحقق على يد أصحاب النوايا الصادقة والعزيمة وحب الوطن والعمل لحاضره ومستقبله. وأول ما نصبت لوحه (جامعة نورة) على المبنى الأولى والوحيد المتواضع في تقاطع طريق الإمام مع الدائري في مدينة الرياض كتبت في جريدة «الرياض» مقالاً تحت عنوان سفنة في بحر، مستقلا مبنى الجامعة، وكنت أتمنى ألا يوضع عليه لوحة باسم جامعة، وكان لي لقاء وحديث مع أحد المسؤولين، وكان له عتب على حديث أبديت له أن المبلغ المعتمد لا يتفق وطموح بناتنا فهو مبلغ 150 مليون ريال فقط. وأكدت له أن عشمي على وزارة المالية، ولي الحق، أن أحلم بجامعة بالمليارات مخصصة للبنات وحمداً لله أن الحلم تحقق فمليكنا يحفظه الله حقق لبلدنا الكثير الكثير من الطموحات وفي وقت قياسي وبأسلوب حضاري. وأهداف وجود هذه الجامعة بهذا المستوى أكثر من أن تعد وتحصى، فهنيئاً لبناتنا على جامعة بالمليارات ويدركها من يعاني من تعليم الموهوبات من بناته وحفيداته في الخارج في التخصصات النادرة، وأنا واحد منهم فابنتي ملتحقة بالدراسات العليا في مجال برمجة الجينات البشرية بأوروبا، ولولا الطموح الكبير لقلت أن المعاناة أكبر من المقدرة على التحمل، فخدامة الأطفال ممنوعة، والغلاء فاحش، والرسوم التعليمية مرتفعة، والغربة موحشة، وهكذا نتصور أهداف جامعة الأميرة نورة بروافدها كالمستشفى الجامعي، والمراكز والمجالات العلمية المتنوعة، التي تقوم عليها النهضة الفكرية والارتقاء الحضاري، الذي يسعى مليكنا - يحفظه الله - إلي تحقيقه للمواطنين والمواطنات.. وعسى أن يأتي يوم تكون بلادنا مقصداً لمن أراد العلم والتعلم، مثل ما هي مقصد روحي واقتصادي، والسعوديون قادمون بإذن الله. وهذه جملة قيلت خارج المملكة وربما في أكثر من مناسبة وسمعتها قبل 35 سنة في مدينة لوس انجلس في أحد اللقاءات مع أستاذ جامعي، عندما علم أن عدد الدراسين السعوديين في أمريكا يقارب ثلاثة عشر ألف مبتعث، وكنت واحدا منهم ذهل عندما أحطته أنني مبتعث وأسرتي المكونة من زوجتي وخمسة أطفال، وأن الحكومة مغطية كل ما يخص وجودنا من تذاكر، ورواتب شهرية، ورسوم تعليمية، وتأمين صحي؛ لهدف واحد وهو التعلم، والتفت على زميله وقال السعوديون قادمون. وماذا سيقول الآن لو علم أن عدد المبتعثين في الخارج تضاعف أكثر من عشر مرات، حقاً أن السعوديين قادمون إن شاء الله وعائدون إن شاء الله بالعلم المفيد ومن أساليب الحضارة التي تكمل رسالة جامعاتنا الفتية لتحظى بلادنا بشرف حمل علم، العلم والسبق العلمي والحياة الحضارية النافعة للإنسانية، فبلادنا تسير من حسن إلى أحسن في كل أنماط الحياة وما نلخصه من منغصات ونواقص في حياتنا اليومية، له أهمية أكبر وعلى كل جهة حكومية أن تعمل بشفافية وأسلوب تنظيمي أكثر لتلافي هذه المنغصات، كالتأخر في البت في كل معوق، ورفع نقاط الضعف للقيادة في الدولة لاتخاذ التدابير التي تعين الأجهزة المنفذة كما هو حال جوانب من الخدمات الصحية، واستعجال حصر الفرص الوظيفية في القطاعات الأهلية وشبه الحكومية. فالسعوديون والسعوديات قادمون بإذن الله، رافعين علم العلم الذي سلمه لهم الملك المفدى يحفظه الله.