سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
د. السويلم: حصر 1051 أسرة منقطعة في 30 دولة أكثرها في سورية ومصر والبحرين والمغرب والكويت «أواصر» نجحت في «لم الشمل» وفق «تعامل مثالي» و«تعاون راق» مع الجهات الحكومية
برز مؤخراً اسم "أواصر" ولمع في منظومة العمل الاجتماعي؛ لما قدمته من خدمات إنسانية في لم شمل الأسر السعودية المنقطعة في الخارج؛ سواء من قسوة الظروف الطارئة، أو إهمال وسوء تصرف فردي؛ لعدم دراية البعض ومعرفتهم بالأنظمة، وتحديداً في الزواج. "الرياض" التقت "د. توفيق السويلم" - رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية لرعاية الأسر في الخارج "أواصر" - أثناء زيارته للأسر المنقطعة في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تناول الحديث الإنجازات الكبيرة التي حققته "أواصر" في احتواء الأسر والعوائل السعودية بالخارج، وفيما يلي نص الحوار: لا نزال نعاني ظاهرة «الزواج العشوائي» من الخارج والعنوسة والطلاق والعنف الأسري.. جمعية أواصر * بداية حدثنا عن تأسيس جمعية أواصر وآلية عملها وأهدافها المنوط بها؟ - تختلف مهام وأهداف الجمعية الخيرية لرعاية الأسر السعودية في الخارج "أواصر" عن الجمعيات الخيرية في المملكة، التي يصل عددها لأكثر من 600 جمعية خيرية، وتهتم بكافة مجالات العمل الخيري، وأما "أواصر" فهدفها رعاية الأسر السعودية المنقطعة في الخارج فقط، وعادة ما يوجد في سفارات الدول قسم للرعايا، لكن حكومة المملكة تهتم بالأسر السعودية المنقطعة في الخارج عبر الجمعية وبترخيص رسمي من وزارة الشؤون الاجتماعية. ونتشرف في الجمعية أن يكون صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الرئيس الفخري للجمعية، وطبقاً للأمر السامي الكريم من مقام خادم الحرمين الشريفين "حفظه الله"؛ فإن طريقة عمل الجمعية تكون عبر منظومة وزارة الخارجية، حيث نتعامل مع أكثر من 90 سفارة سعودية حول العالم، ولذلك نسعى لأن يكون هنالك تناغماً بيننا وبين الإدارات الحكومية ذات الصلة، ونعمل على تفقد الأسر وأبنائنا في الخارج والتأكد من أوراقهم القانونية الثبوتية، فهناك عدد من السعوديين سافروا للخارج بقصد أو من دون قصد تركوا أولادهم لأسباب مختلفة، وبمبادرة من الدولة - وفقها الله - تم إنشاء هذه الجمعية لرعاية هذه الأسر، وتوفير وضع قانوني ومادي سليم لهم والعمل على إعادتهم لأرض الوطن. إعادة 24 أسرة العام الماضي وتأمين مسكن وعلاج ومصروف لهم وتصحيح أوضاعهم نظامياً 1051 أسرة * كم بلغ عدد الأسر السعودية التي ترعاها الجمعية حول العالم حتى الآن؟ - استطعنا بفضل من الله تعالى ثم بتعاون الجهات الرسمية المختصة من حصر نحو 1051 أسرة موزعة في 30 دولة حول العالم، وعدد أفرادها يقارب نحو 3450 فرداً. التواصل مع الأسر * كيف تتم طرائق التواصل مع الأسر في الخارج وعلى أي أساس؟ - تتواصل الجمعية مع الأسر السعودية المنقطعة في الخارج وتتعرف إليها من خلال سفارات خادم الحرمين الشريفين في الدول المتواجدين فيها، من خلال زيارات الوفود الميدانية للدول، أو من خلال الموقع الإلكتروني للجمعية www.awasser.org.sa؛ الذي نتسلم من خلاله يومياً العديد من الرسائل ويتم الرد عليها في اليوم نفسه، إضافة إلى الفاكس الدولي (0096612402349)، حيث يستطيع أي شخص من خلاله التواصل مع الجمعية. د.توفيق السويلم التنسيق الحكومي * كيف تصف العلاقة والتنسيق بينكم وبين الجهات الحكومية الأخرى؟، وهل هناك تعاون إيجابي؟ - إن العلاقة الإدارية والقانونية لجمعية "أواصر" تتم من خلال تعامل الجمعية مع الجهات الحكومية الرئيسة بشكل مباشر؛ لتسيير أعمالها كوزارة الشؤون الاجتماعية ودعمها المستمر للجمعية بكافة الوسائل، وكذلك وزارة الداخلية ممثلة بالمجلس التنسيقي لجمعية "أواصر" ورئيسه "د. أحمد بن محمد السناني" - وكيل وزارة الداخلية لشؤون المناطق - ووزارة الخارجية من خلال سفارات خادم الحرمين الشريفين والقنصليات السعودية في الخارج، إلى جانب مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية في المملكة. الدعم المادي * من أين تتلقون الدعم حالياً لتنقل وتسهيل مهامكم بالخارج؟ - تحصل الجمعية حالياً على دعم سنوي من وزارة الشؤون الاجتماعية، وقد صدر أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - باعتماد مبلغ إضافي للجمعية لدعم الأسر السعودية، ونثمن هذا الدعم الذي حظيت به الجمعية، كما نثمن دعم الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الرئيس الفخري للجمعية، ووقوف معالي وزير الشؤون الاجتماعية شخصياً، ووكيل الوزارة الأستاذ عبدالعزيز الهدلق مع كل ما يسهل عمل الجمعية، كما لا ننسي دور رئيس المجلس التنسيقي وكيل وزارة الداخلية "د.احمد السناني" في مؤازرة أعمال الجمعية، وكذلك رجال المال والأعمال في المملكة، وكل أصحاب الايادى البيضاء في العمل الخيري والإنساني. أكثر الدول * ما الدول التي يتواجد بها عدد أكبر من العوائل والأفراد السعودية واستطعتم إعادتهم منها؟ - الدول التي يتواجد بها عدد كبير من السعوديين هي (سوريا، مصر، البحرين، المغرب، الكويت). التواصل الخارجي * هناك مناطق ساخنة ودول مضطربة، كيف تتعاملون مع هذه الدول للوصول الى الأسر السعودية هناك؟ - نتواصل مع هذه الدول عن طريق السفارات والقنصليات أو نقاط الالتقاء الرسمية السعودية إذا كانت موجودة في هذه الأماكن أو بالقرب منها، كذلك عن طريق الاتصال عبر التليفون أو الإيميل أو البريد، ونتفحص الوثائق لكي نتواصل مع الفرد أو العائلة المطلوب استعادته الى المملكة. عودة 24 أسرة * كم عدد الأسر التي استطعتم إعادتها خلال العام الماضي؟ وكم إجمالي أفرادها؟ - عدد الأسر التي تم إعادتها 24 أسرة، وعدد أفرادها 72 فرداً. إجراءات العودة * ما الإجراءات التي تقومون بها بعد إعادتهم؟ - الإجراءات التي تقوم بها الجمعية بعد إعادتهم، هي: استقبال الأسر في المطار وإنهاء إجراءات قدومهم، والعمل على تأمين مسكن مؤقت، ثم استئجار شقق وتأثيثها وذلك لمدة ستة أشهر، كذلك تأمين المعيشة والمصروفات الشخصية والعلاج في حال استدعى الأمر، ومخاطبة الضمان الاجتماعي، إلى جانب مخاطبة الجمعيات الخيرية، والمساعدة في إصدار الهوية الوطنية لمن ليس له هوية، وتسيير حملات للعمرة لمن يرغب، كذلك التواصل مع الأسر وتكثيف العمل على دمجها بالمجتمع. برامج مكثفة * هل سنشهد خلال العام الحالي برامج مكثفة في عملكم الخيري والإنساني؟ - لقد أقر مجلس الإدارة في اجتماعاته الأخيرة على أن يكون هذا العام هو عام البرامج الداعمة لمنجزات الجمعية التي تحققت بفضل الله تعالى، والعمل على تحقيق المزيد منها - إن شاء الله - ومن ذلك تصميم برامج فاعلة لدمج الأسر في المجتمع، وعمل دراسات إجتماعية حول ظاهرة الزواج العشوائي من الخارج والعنوسة والطلاق والعنف الأسري، وأسبابها وطرائق العلاج، إلى جانب المشاركة الفاعلة في جميع المنتديات العلمية والاجتماعية خاصة المشاركة في الأسواق الخيرية، وحث الأسر العائدة إلى تسويق منتجاتها في تلك الأسواق كلاً حسب مؤهلاته وقدراته، كذلك إقامة ملتقى المسؤولية الاجتماعية، وتفعيل دور الجمعيات الخيرية، وذلك بتوقيع عدة اتفاقيات تكون الفائدة من خلالها عائدة على الأسر العائدة والراغبة في العودة. زيارات مقبلة * ما الدول التي سوف تزورونها خلال العام الحالي؛ للوقوف على أحوال الأسر المشمولة برعاية "أواصر"، لا سيما أن هناك مناطق ساخنة وصعب الوصول إليها؟ - كان لزيارة الدول المتواجد بها أسر سعودية منقطعة بالغ الأثر في دعم أهداف "أواصر"، وتحقيق رغبة ولاة الأمر في دعم جميع الأسر السعودية المنقطعة في الخارج، والعمل على إعادتها لأرض الوطن، أمّا الدول التي تقرر زيارتها هذا العام، فهي (الإمارات العربية المتحدة، جمهورية مصر العربية، المملكة المغربية، المملكة الأردنية الهاشمية، أمريكا، كندا، جمهورية اندونيسيا، جمهورية الفلبين). حقوق الإنسان * ما أفق التعاون بين أواصر وجمعية حقوق الإنسان؟ - تم تبادل الزيارات بين وفد من المختصين بالجمعية وبين هيئة حقوق الإنسان، وكان من نتائج تلك الزيارات بروز أهمية التعاون بيننا وبين الهيئة في تذليل العقبات التي قد تعترض سبيل الجمعية، حيث تم الاتفاق على إعداد دراسات اجتماعية مشتركة بين الجمعية والهيئة؛ للكشف عن بعض الظواهر الاجتماعية السلبية الموجودة بمجتمعنا المحافظ، واتفقنا مع الهيئة على وضع آلية للتواصل فيما بيننا لما يخدم الجميع. إنجازات الجمعية * ما أبرز الإنجازات التي تحققت خلال العام الماضي؟ - تم تشكيل أحد عشر لجنة بالجمعية مكونة من أعضاء مجلس الإدارة والموظفين وأعضاء الجمعية العمومية؛ بهدف إنجاز الكثير من الأهداف والأعمال التي يسعى لتحقيقها مجلس الإدارة -بإذن الله- في السنة الأخيرة من عمر المجلس في دورته الحالية. وقد زار فريق من الجمعية عدة شركات ومؤسسات وطنية مهتمة بالعمل الخيري والإجتماعي؛ بهدف شرح أهداف وبرامج الجمعية وحثها على تقديم الدعم الإجتماعي والمادي لبرامج الجمعية، إلى جانب تنظيم آلية الاستفسار عن حالات الأسر السعودية في الخارج مع وزارة الخارجية ضمن إجراءات متفق عليها. كما تم الاتفاق على تنظيم المساعدات المالية التي تقدمها الجمعية الخيرية لرعاية الأسر السعودية في الخارج مع وزارة الخارجية، بحيث يتم تحويل مبلغ المساعدات للوزارة مرفقاً به بيان الأسر في كل دولة، وتتولى الوزارة وضع عهدة مالية في السفارات ويتم من خلالها دعم الأسر شهرياً، كذلك تم تطوير وتحديث استمارات البحث في الجمعية، ومن أبرزها استمارة المسح الاجتماعي الشامل التي تم استيفاء بياناتها في كل من المغرب والبحرين حتى الآن، كما يتم الحصول على مطابقة مع حسابات البنوك شهرياً، وعمل التسويات اللازمة، وأنجز القسم الإجتماعي بالجمعية بقسميه الرجالي والنسائي سلسلة من البحوث المكتبية في المجالات الإجتماعية التي تهم الجمعية تمهيداً لطباعتها وتوزيعها على نطاق واسع. ومن الإنجازات التي حققتها الجمعية حصر الجمعية بيانات الأسر السعودية المنقطعة في الخارج، والتي وصلت حتى الآن (1051) أسرة، وعدد أفرادها (3450) فرداً منتشرة في (30) دولة. وتم تحديث معلومات هذه الأسر بالتعاون مع وزارة الخارجية، إلى جانب توزيع (900) حقيبة مدرسيه للطلاب السعوديين من أبناء الأسر المتواجدة في عدد من الدول بالتنسيق مع البريد الدبلوماسي بوزارة الخارجية، وشملت دول (مصر، سوريا، البحرين، المغرب، الفلبين)، كذل العمل على زيادة أعضاء وعضوات الجمعية العمومية بنسبه تزيد على (60%)، كما حرصت الجمعية على أن يكون الأعضاء الجدد من النخبة المؤثرة في العمل الخيري والاجتماعي والثقافي، حيث تم تحديث بيانات الأعضاء القديمة والحديثة، إضافة إلى انضمام الجمعية إلى برنامج (الخير الشامل) الذي ترعاه وتشرف عليه وزارة الشؤون الاجتماعية، إلى جانب تعيين وتوظيف عدد من أبناء وبنات الأسر السعودية في عدد من الدول مثل البحرين ولبنان.
