قال فريق دولي من العلماء إن المستهلكين في الدول الصناعية يساهمون من خلال سلوكهم الاستهلاكي في تراجع التنوع الحيواني والنباتي على مستوى العالم. وحسب الدراسة التي تنشر اليوم الأربعاء في مجلة نيتشر البريطانية فإن واحدا من كل ثلاثة حيوانات مسجلة على قائمة الأنواع المهددة بالانقراض يتأثر سلبا بالتجارة الدولية. وحسب هذه الدراسة فإن المستهلكين في أوروبا واليابان وأمريكا الشمالية يساهمون بشدة في تراجع تنوع الكائنات الحية في العالم وليس فقط الشركات التي تنتج السلع التي تستهلك في الدول الصناعية والتي تحول الغابات إلى مزارع بما يعنيه ذلك من جور على الأنواع الحيوانية في هذه الغابات. وقال الباحثون إن عشرات الآلاف من الحيوانات والنباتات على مستوى العالم في خطر أو تواجه الانقراض السريع وخاصة في دول نامية في آسيا وأفريقيا وأمريكا. ودرس علماء في البيئة والاقتصاد في أستراليا واليابان وإيطاليا لأول مرة بشكل شامل الدور الذي تلعبه التجارة الدولية في تراجع التنوع الحيواني والنباتي وقارنوا في سبيل ذلك 25 ألف نوع حيواني مسجل على القائمة الحمراء للحيوانات المهددة بالانقراض بحركة 15 ألف سلعة من جميع أنحاء العالم. والنتيجة: إذا استثنينا تأثير الأنواع المجلوبة فإن 30% من هذه الأنواع البالغ عددها 25 ألفاً مهدد جراء التجارة الدولية. وأظهرت دراسات سابقة بالفعل كيف تسرع زراعة القهوة على سبيل المثال في أمريكا الوسطى وإنتاج فول الصويا في البرازيل أو زراعة نخيل الزيت في إندونيسيا وماليزيا وتيرة اختفاء الأنواع حيث تحد زراعة القهوة والكاكاو في أمريكا الوسطى بشكل متزايد من مناطق عيش قرد جوفروا. غير أن العلماء أشاروا إلى أن السبب في ذلك ليس فقط الشركات المنتجة في هذه المناطق بل المستهلكون في الدول الصناعية حيث ربطوا بين واردات ألمانيا والخطر الذي يحدق ب 395 نوعا من الحيوانات المهددة ، وقالوا إن استيراد ألمانيا على سبيل المثال للروطان والسيزال والكاكاو والفانيلية من مدغشقر على علاقة بخطر الانقراض الذي يهدد 18 نوعا حيوانيا في هذا البلد وإن استخراج المواد الخام في غانا و جمهورية الكونغو الديمقراطية التي تستخدم في صناعة السيارات في ألمانيا يهدد نسبة 8% أخرى من هذه الأنواع. ورأى الباحثون أن السلع القادمة من سريلانكا وكولومبيا والكاميرون ذات صلة بالخطر الذي يواجه 23 نوعا.