وفقاً لصحيفة الشرق العدد رقم 168 الصادر بتاريخ 20/5/2012 ، كشف الأمين العام المساعد للدراسات والتطوير في الهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد الأكاديمي الدكتور زهير عبد الجبار ، عن وجود عجز في تخصصات الحاسب الآلي والتربية البدنية والفنية على مستوى الذكور من خريجي كليات التربية وكليات المعلمين ، إضافة إلى وجود عجز في خريجات الأقسام العلمية للإناث في القرى والمدن الصغيرة ، ولو أمعنا في دراسة هذه الظاهرة لوجدنا أن السبب يرجع ومنذ بداية التعليم في بلادنا إلى قلة الاهتمام بتدريس الرياضيات والعلوم ، وكانت الحصص التي تخصص لها أقل من تلك التي تخصص للغة العربية والآداب ، وما يسمى بالعلوم الإنسانية ، ولهذا عندما تأتي مرحلة التخصص في التوجيهية نجد أن الذين يتجهون إلى القسم الأدبي أقل من الذين يتجهون إلى القسم العلمي والرياضيات ، وبالتالي فإن الأعداد التي تذهب إلى كليات الهندسة والعلوم قليلة بالنسبة للذين يذهبون إلى الكليات الأدبية ، ولهذا يمكن أن يقال إن لدينا نصف مليون متخصص في اللغة العربية ، بينما لا يزيد عدد المهندسين عن12 ألفاً ( وهذا إحصاء رسمي ) وقل مثل ذلك عن الصيادلة ، وحتى الأطباء . أما تخصص الحاسب الآلي ، فهذا تخصص حديث لم نعتمده في كلياتنا إلا منذ زمن قصير ، وهو تخصص يعتمد على المهارات في الرياضيات وهي قليلة ، وأنا في حياتي العملية لم أصادف قط أي مبرمج سعودي ، ومعظم المبرمجين الذين تعاملت معهم هنود ، وإذن فقد اتضح الحل وهو الاهتمام منذ مرحلة مبكرة بتدريس الرياضيات والعلوم .