ما إن بدأت الحملات الأمنية المباركة على مواقع الفساد حتى ذهلنا بالعدد الهائل من ضعاف النفوس الذين افسدوا في الأرض وسعوا لنشر كل ما هو منافٍ للدين والعرف، ومن بين تلك المواقع أوكار استخدمت لتصنيع اللحوم الفاسدة أو غير الصالحة للاستهلاك الآدمي وتسويقها على هيئة منتجات لحوم مختلفة ومعبأة بطريقة تغري المستهلك البسيط مع اضافة بعض لمسات التزوير كتقليد ماركة تجارية معينة يثق المستهلك بها، بالاضافة لتغيير تواريخ انتهاء الصلاحية لهذه اللحوم ولا ننسى أن هؤلاء المزورين يعمدون إلى اضافة البهارات بكميات كبيرة لاخفاء معالم الجريمة (رائحة الفساد) حتى بعد طبخها ما لم يعمدوا إلى اضافة بعض المنتجات الثانوية للذبيحة (الرئة، والطحال) بكميات كبيرة تفوق اللحوم لتزيد كمية المواد المنتجة خاصة المغلفة منها (إذا افترضنا ان الذبيحة لم تكن ميتة أصلا). ولا يخفى على الجميع ان اللحوم من المواد الغذائية الحساسة فهي بيئة مناسبة لنمو الميكروبات نظراً لارتفاع محتواها الرطوبي واعتدال نسبة حموضتها وكونها بيئة غنية بالعناصر الغذائية المختلفة فاذا كانت هذه اللحوم فاسدة يدل ذلك على تنوع وكبر اعداد الميكروبات بها مع الأخذ في الحسبان عدم اهتمام - أعضاء مافيا اللحوم - باتباع وسائل آمنة صحياً في عمليات التصنيع ما لم يكن احدهم مصاباً بأحد الأمراض المعدية الخطيرة كالتهاب الكبد الوبائي أو الايدز فما الذي يمنعهم فقد باعوا ضمائرهم منذ الوهلة الاولى. والسؤال هو كيف السبيل للتضييق على هذه الفئة من ضعاف النفوس وكبح جماحهم؟ منتجات اللحوم على فئتين: الاولى: منتجات اللحوم التي تطبخ في أوكار الجريمة. ومحاربة هذا الجرم يكون بالتعاون بين المستهلك والمسؤول فمتى ما لاحظ المستهلك وجود عمليات انتاج (طبخ) لمواد غذائية في أماكن غير مرخص لها لابد وان يبلغ الجهات المختصة لتقوم بما عليها. الفئة الثانية: فهي تلك التي تعبأ وتغلف باستخدام أجهزة ومواد تغليف خاصة كمنتجات مقلدة لاحدى الماركات العالمية المعروفة مع اضافة تواريخ انتهاء للصلاحية غير صحيحة وهنا يأتي دور المستهلك مرة اخرى في التبليغ عن نشاط مشبوه. ولكن إذا كانت عمليات الإنتاج خارج النطاق العمراني فما هو الحل؟ سأقترح على الجهات المسؤولة عدة خطوات احترازية قد تكون ذات فائدة لتعقب ومعرفة هوية من يقومون بهذه الأعمال كالتالي: - ان تباع اجهزة ومواد التغليف (السليلوز لتنظيف السجق على سبيل المثال) في مراكز خاصة ومحددة. - ان تباع هذه المواد لمندوبي الشركات مع التأكد من هويتهم بطريقة مناسبة وتسجيل بياناتهم في نظام حاسوبي وكذلك كمية ونوعية المواد المشتراه. - ان يطبع على مواد التنظيف رقم خاص مسجل بكل قطعة من الكمية المستخدمة للتغليف يختلف هذا الرقم من مندوب لآخر. - يطلب من الشركات المنتجة ان تضع على قطع التغليف رقماً خاصاً بها لزيادة الحرص في تلافي التزوير. - ان يتصل النظام الحاسوبي بالمؤسسة الحكومية للرجوع اليه عند الحاجة. فعند الاشتباه بمنتج للحوم يمكن للمسؤول ومن خلال الرجوع للنظام من معرفة مكان ووقت بيع مواد التغليف للتعرف على هوية المجرم مما يسهل من تصغير دائرة البحث عنه والقبض عليه. مخاطر كثيرة تستهدف صحة وأموال المستهلكين وكذلك الاضرار بالاقتصاد الوطني وإذا لم نتكاتف جميعاً (مستهلك ومسؤول) لمحاربة هذه المافيا فانها ستتمادى فيما هو أخطر من ذلك. * مراجع أغذية دولي