عندما نتحدث عن الطرق ، نتحدث أحياناً بطريقة السخرية ، إذا لم نقدر على المشكلة فيكون المهم أن نتعايش معها ، أن نضحك منها ، فلعل الضحك يخفف شيئاً مما نشعر به ، نحاول أن نجد مخرجاً لما نشعر به من ضغط نفسي وارتفاع في الحموضة قد تسبب قرحة للمعدة أو نكون مهددين بذلك . نحن النساء عندما نقود المركبة من الكرسي الخلفي .. نشعر أحيانا أننا نقود في وسط ألغام وليس بيدنا أن نفعل شيئاً سوى محاولة تخطيها .. الأحاديث كثيرة عن الطرق .. والبعض يظن اننا نملك من الأمر شيئاً ، فيقلن لنا اكتبوا عن الطرق والحوادث ..لعل من أجمل ما وصلني تعليقا على حال طرقنا من منيرة المنصور ( عندما نذهب بمشوار، طرقنا توحي كأننا في مدينة الملاهي ( دزني لاند ) حيث لعبة العالم الصغير (small world it is) .. SPAN style="mso-spacerun: yes" نمر على كل العالم الثالث ، طرق وحفر ، وكآبة منظر ،الصومال ،بنغلادش ، وأفغانستان وتحديدا كابول ، حيث دمرتها حروب بينما طرقنا تدمرها حفريات هنا وهناك ..لكن الفرق هنا أكثر إثارة ،حيث تتجدد كل فترة ، فمرة كأننا نركب قطار الموت ، ومرة كأننا بالمنخل ، وأخرى كأننا بلعبة سيارات التصادم .. من هنا يحدث لنا ما يمكن أن نطلق عليه فوبيا الطريق ..وهو لا شك مرض جديد لم يحدده الأطباء بعد ..وأعراضه تكون أننا نقوم بسياقة السيارة من خلف.. نضغط على كوابح وهمية ونرفع أرجلا عن الوقود .. ، نترجج ،ونحن نبعد أجسامنا عن باب من هنا أو الباب الآخر كأننا نسير في وسط مركبات يقودها إما عميان أو مجانين ..وعلينا أن نغمض أعيننا من رعب ، لذا فنرى أول علاج لذلك هو أن نحطم هذا الشعور بتشغيل موسيقى عالم صغير..ليكن لدينا وهم اللعب بمدينة الملاهي ، وهو شيء من أمان يريح أعصابنا المثقلة ..) .. ليست المنصور فقط من تعاني من ذلك ، ولكن الأمر عام مع الجميع ، في المدن الرئيسية ، المشوار الذي يمكن أن يأخذ وقتاً لا يتعدى الربع ساعة قد نمضي به أكثر من ساعة . يتحكم في أوقاتنا ويبذرها ، أشياء عديدة الطرق وتحويلاتها مما يعيق حركة المرور ، ومن هنا يشتد الازدحام ، وحدوت الحوادث ، قد تكون صغيرة مجرد احتكاك خفيف ، المفروض لا تأخذ وقتاً كبيرا ، أما عندما تكون حوادث كبرى ، فإن هناك مشكلة من شقين ، الأولى كثرة المتطفلين ، والثانية تأخر فرق الإنقاذ ،فيتولى البعض عملهم ، وحتى لو قدمت الفرق فإنها لا تستطيع الوصول ! بسهولة نظرا لتراص السيارات ، فالطريق ذو الثلاثة مسارات يصبح أربعة ،حيث عندما تزدحم الطرق لا تستطيع السيارات فسح الطريق نظراً للزحام الشديد ،، لذا من المهم أن يكون هناك مسار خاص لفرق الإنقاذ. . ناهيك عن أن التزاحم ذاته قد يسبب بذاته كوارث ..خاصة عندما يكون الجو مكفهرا بسبب رياح أو أمطار وما إليه ..وهذا يقودنا للحاجة لفرق الإنقاذ الجوية . مع ضرورة منع المتطفلين ، من غير ذوي الاختصاص كالأطباء والممرضين ، ان تغريم من يقف ويقطع الطريق لمشاهدة الحادث سيحد من وجود هؤلاء المتطفلين .. أعود لموضوع السخرية من المصاعب التي تواجهنا ، في الطرق أو الماء والكهرباء ،وهو قد يكون نوعاً من الكوميديا لا أقول السوداء ، لكن ممكن أن تكون بنية ..وأظن ان أخصائيي علم النفس يضعون لها مسمى خاصاً .... على كل هو نوع من التنفيس وتفريغ لشحنة سالبة في أنفسنا .. منذ أن كبرنا لم نتمرجح ، ما قصر مقاولو الطرق عملوا لنا مرجيحات .... فيالله نتمرجح في طرقنا ..