أقدّر المسئول الذي يعترف للعامة بالمنطقة قائلاً: إن شوارع المنطقة الشرقية الداخلية سيئة ليست على المستوى المطلوب الذي يتطلع له ولاة الأمر والمواطن.. وهذه نقطة مضيئة أثمّنها بحسب التقرير الإعلامي الذي صدر الأربعاء الماضي عبر (اليوم) على لسان أمين المنطقة الشرقية وهنا توقف. الأول أننا لم نعتد هذه الثقافة بعد وأعدها الأولى في المنطقة إذا لم أخطئ في الحساب رغم ضعفي المزمن فيه، وبالتالي أن يخرج مثل هذا التصريح ليتطابق قولاً وفعلاً مع ما يراه المواطن.. فهذه علامة من علامات الإصلاح وخطوة في الاتجاه الصحيح. الثاني والأهم أن واقع شوارع الدمام الداخلية على وجه التحديد ليست سيئة فقط وأقولها علانية دون مجاملة؛ لأن مصالح الناس من أولى أولويات الإعلام الذي يحترم نفسه.. وفي حقيقة الأمر شوارعنا مهزلة وسخرية بالناس الذين يعيشون فيها ودون المستوى المأمول المرجو من بلد ينعم بخيرات كثيرة.. وأعطيكم أمثلة قليلة والجعبة حُبلى، وأدعو من هذا المنبر لزيارة شوارع غرب الدمام في أحياء الفيصلية والمنار وأبو بكر الصديق والأمير نايف وخضرية الدمام التي تطمر فيها من المناقز وتتعطل مساعدات سيارتك وتتناقز فقرات ظهرك وهي كلها عرجاء طرماء خرساء.. ويقولون انتم أحسن من غيركم والخير قادم، وأنا أقول: لنستحِ قليلاً.. ليس فقط أمام ميزانية قد قدّرها خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله - بالمليارات من الريالات ثم لا نرى إلا القليل الذي يفشل وأستحي من كثرة التحدث عن هذا الموضوع مراراً وتكراراً، ولكن يحز في خاطري ما أسمعه عن مشاريع وملايين تصرفها الدولة ثم نطامر مع ظهورنا على السيارة وكأننا على ناقة خبطت بوصلتها فركبت الوحل وليس الناعم من التراب. ما الذي يمنع أن تكون شوارعنا وأنفاقنا وكبارينا وطرقنا في عاصمة الدمام العجوز عامة واسعة وأنيقة وعريضة؟! ما الذي يحجر على عقولنا.. أهي المادة؟ وأقولها لكم الدولة تعطي أكثر مما تطلبه وزارة الشؤون البلدية ولكن توجيهاتها في نهاية المطاف حياة كريمة وسعيدة وهانئة لأبنائها على قدم وساق، وأما أن تبذل وفي نهاية المطاف لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب مخلص أبداً.. فتلك طامة، والله لا يغفر للشيطان الأخرس لمن يترك مدينته وأحياءها كما كانت في السبعينيات من القرن الماضي. وحقيقة الأمر أن السكوت أو عدم الاكتراث بالوضع وتجاهله وعدم السير لتصحيحه يضع أكثر من تساؤل في جعبة المواطنة والمواطن سوى من شوارع محددة قلتها مراراً وتكراراً في الخبر أو شرق الدمام تحديداً بأسماء معينة ليضع تساؤلات عدة عن الشخصيات التي تقرر أن هذا المواطن في الحي الفلاني يستحق أن يسير كعباد الله في الخليج، أو أمريكا أو بريطانيا أو انه لا يستحق وبالتالي أطالب المجلس البلدي ومجلس المنطقة الشرقية بأن يذهب أحدهم في زيارة لشارع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بالقرب من بنك الراجحي على سبيل المثال وشارع الإمام محمد بن سعود مؤسس المملكة ليرى الفوضى في التنظيم وخلوه من التشجير وكأنك في القرون الوسطى.. ولا ننسى شوارع الخضرية بالدمام قاطبة كيف أن الوضع مزرٍ هناك إلى درجة كبيرة والمواطن المتوسط الذي يكابد ويتردد لإصلاح سيارته في جهاد كبير والجميع يتحدث عن خطر حمل حقيبة التربية والتعليم على ظهور أطفالنا ونسوا أن شوارعنا هي الأخرى تفعل أفعالاً شنيعة وتنخرنا ليل نهار ولا يرى بصيص أمل لتحسين زفلتة الطرق والذي أعتبره حقاً واجباً لكل سالك وليس هبة؛ لأنه قد دفع رسوم مركبة، وبالتالي لابد أن يحظى بخدمة ملائمة؛ ولأن الحفاظ على الصحة العامة والمنظر العام المشرف قد غدا من الأساسيات التي يعتز بها الكثير من مدن العالم في كل أرجاء المعمورة ناهيك عن المطالبات الأخرى على نحو شكل المطبات التي تظهر أمام المسجد وأمام المدرسة وأمام بيت فلاني مهم.. ولا يهم الذوق العام.. عساه ينكسر على وجوهنا لأنهم ما يعدونها شيئاً ذا قيمة وتلك أم المصائب التي ما زالت عالقة في الفكر الإداري عند البعض. والمتفحص لخبر ورد مؤخراً عن مطالبة تقرير صحفي لبلدية الخبر بإزالة سيارة هالكة؛ لأنها تشوّه المنظر العام لشارع حيوي «وعادّين الأيام على وقوفها» ويطالبون المرور بالتحرّك العاجل فنحن نبارك الجهود والنيات ولكن ماذا عن الأحياء الأخرى والمدن الأخرى؟ لماذا لا تعامل كأسنان المشط الواحد لأن هذا التمايز في خدمات تتبع لإحدى المؤسسات الحكومية تصرف على شوارع معينة الغالي والنفيس من المال العام وعلى شوارع أخرى وهي الجمهرة وبحسب تصريح سعادة الأمين الحال الأعم أنها سيئة.. هل يرضي ذلك المخلصين أن يعيش قرابة المليون من السعوديين في الدمام وحدها على صفيح ساخن من الازدحام والاختناق وتعثر المشاريع والأقل التواني والسوء بعد أن تطفر عيوننا في البحلقة وما الذي يمنع أن تكون شوارعنا وأنفاقنا وكبارينا وطرقنا في عاصمة الدمام العجوز عامة واسعة وأنيقة وعريضة؟ ما الذي يحجر على عقولنا؟ أهي المادة.. وأقولها لكم: الدولة تعطي أكثر مما تطلبه وزارة الشؤون البلدية ولكن توجيهاتها في نهاية المطاف حياة كريمة وسعيدة وهانئة لأبنائها على قدم وساق، وأما أن تبذل وفي نهاية المطاف لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب مخلص أبداً.. فتلك طامة والله لا يغفر للشيطان الأخرس.. لمن يترك مدينته وأحياءها كما كانت في السبعينيات من القرن الماضي بينما مدن في الخليج العربي لم تكن شيئاً مذكوراً غدت مقصداً في السياحة والمال والإعلام والتجارة والموانئ.. وأقولها حرقة على ما يُرى بأم العين لا بالغير؛ لأننا نملك المقوّمات ولكن نحتاج للواو لكي نقضم أنفه، ويظهر أن الدنيا تسير بالمقلوب، كما أخبرنا بذلك الحبيب المصطفى «صلى الله عليه وسلم» على نهاية الزمان حيث يقرب الأقل كفاءة وسلامتكم.