غزوة مستشفى عرقة قضية نموذجية. ثقافة نضجت وأعطت ثمارها. انقضاض الشباب على المستشفى ومحاولة إخراج الجن منه عمل شجاع يميز شبابنا عن غيرهم من شباب العالم. هكذا تم تلقينهم وتعليمهم، وهذه هي النتائج. ثلاثون سنة, منذ ولد معظم مقتحمي المستشفى وهم يرون الجن حقيقة قائمة بجوار الإنس، بل أن للجن حقوقا تفوق حقوقهم. يمكن الإدعاء أن هذه ثورة حقوقية. المستشفى بني للإنس ولمصلحة الإنس، فلماذا يبقى تحت سيطرة الجن. لماذا يسكنه الجن بينما تعاني قطاعات الصحة نقصا في المقار وفي الخدمات وغيرها. عملية الاقتحام عملية استرداد. كم عدد الرقاة الذين يخرجون الجن من البشر. بالآلاف.أكثر من عدد الأطباء ولله الحمد. ما يصرف عليهم أضعاف المبالغ التي تصرفها وزارة الصحة على الصحة. لماذا نصر على أن يقتصر التعامل مع الجن وقفا على فئة محددة (الهيئة والرقاة والدعاة والسحرة). إذا كنت تؤمن أن الجن يدخلون ويخرجون من أجساد البشر فلماذا تستنكر على إبنك أن يقوم بعمل بطولي شجاع. يقتحم معقل الجن ويخرجهم ويسلم المبنى لإدارة الإنس في وزارة الصحة.(الهمزة في الإنس بالكسرة وليس بالضمة) الهيئة لديها خبراء في فك الطلاسم واكتشاف مخابئها حتى في أعماق البحار وتقديم محاضرات عن إخراج الجن وإعادة ادخالهم في الأجساد، وتشارك بعرض منجازاتها في المعارض الثقافية, ولا أنسى جهود رجال الجمارك في المطارات في تفتيش الخادمات لاسترداد شعور نسائنا أو لفافات الخمام أو قطع الملابس الرثة المخبأة في شنط الخادمات. بعد هذه المبادرة الشبابية نستطيع القول وبكل فخر أن مواجهة الجن لم تعد تقتصر على الجهات الرسمية والمتخصصين، بل أصبحت عملا تطوعيا يقوم به شبان هذه الأمة وجزءا من فعاليات المجتمع المدني. لا أستبق النتائج، ولكني أتوقع أن الجن القاطنين في مستشفى عرقة غير سعوديين. إذا عدنا سنوات قليلة إلى الوراء ستتأكد أخي أن توقعي أقرب إلى الحقيقة. الجني السعودي كما تعرفون ملتزم. يسكن في المخارب والمقابر وإذا صادف أن تجول لا يتعدى العواير والحمامات (الصهروج) ولا يخرج أصلا إلا في صفرة المغرب. بعضنا يظن أن أخذ الشعر إلى أندونيسيا يعني أن الجني المطلوب استدعاءه للدخول في المرأة السعودية موجود في اندونيسيا. بالعكس. الجن الاندونيسي موجود في المملكة. كل خادمة تصل إلى المملكة يكون بصحبتها عدد وفير من الجن المجندين (هذا يفسر الزيادة الهائلة في أعداد الجن في السنوات الأخيرة في المملكة)، لكنهم لا ينشطون إلا بتوجيه من المركز الرئيسي, فالخمام أو كومة الشعر التي ترسل إلى اندونيسيا ترسل من أجل المعالجة والتحديد والتوجيه (SPOTTING AND REDIRECTING PROCESSING ) ثم تصدر الأوامر أن إذهب إلى حصة في سلطانة أو في الدخل المحدود وأدخل فيها واحذر الحبة السوداء والماء المعطر برذاذ أفواه الرقاة.