عشية اللقاء المزمع اليوم بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الحكومة الاسرائيلي ارئيل شارون، شنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي هجوما استهدف سيارة للمستعمرين شمال الضفة، ما ادى الى مقتل احد ركابها واصابة الآخر بجراح. ففي عملية فدائية هي الأولى من نوعها منذ اعلان فصائل المقاومة حالة التهدئة في كانون الثاني الماضي، هاجمت مجموعة من المقاومة الفلسطينية، سيارة للمستعمرين قادمة من مستعمرة «حرميش» شمال الضفة، من كمين نصبوه قرب قرية باقة الشرقية القريبة من الخط الاخضر، وامطروها بالرصاص ما ادى الى مقتل احد المستعمرين واصابة اخر بجراح. الى ذلك، هرعت قوات كبيرة من جيش الاحتلال تساندها مروحيات قتالية الى منطقة الهجوم، وقامت بعمليات تمشيط واسعة النطاق في التلال والاودية المجاورة، وداخل قرية باقة الشرقية التي فرض عليها حظر التجول وحظر على المواطنين الخروج من منازلهم. وقد تبنت سرايا القدس في بيان رسمي المسؤولية عن العملية الفدائية. وقالت ان الحركة تعلن مسؤوليتها عن الهجوم المسلح الذي وقع على مفترق باقة الشرقية عند الساعة السادسة من صباح أمس الاثنين، حيث تمكنت مجموعة الشهيد القائد محمد ابو خليل من مهاجمة سيارة (متسوبيشي) وقاموا بفتح نيران اسلحتهم الرشاشة على السيارة ما ادى الى اصابتها مباشرة. وتم التاكد من قتل من في السيارة وهما جندي ومستوطن وقد من الله على مجاهدينا بالعودة الى قواعدهم بسلام». واوضحت الحركة في بيانها ان العملية جاءت «ردا على قيام جنود الاحتلال بتدنيس المصحف الشريف في سجني مجدو ونفحة، لنؤكد على استمرار خيار الدم والشهادة الخيار الاوحد في مواجهة الاعتداءات الصهيونية المتكررة بحق اهلنا على امتداد الوطن المحتل. وعقب ديفيد بيكر الناطق باسم مكتب شارون على الهجوم بالقول «ان هذه الهجمات تظهر ان على السلطة الفلسطينية بذل جهود اكبر لوقف العنف ضد الاسرائيليين. واضاف: انها دليل على ضرورة ان تتخذ السلطة الفلسطينية جميع الخطوات الضرورية لوقف الارهاب واقتلاعه من جذوره». من جانبه، اعتبر عدنان خضر احد قياديي الجهاد الاسلامي في الضفة ان العملية تاتي في سياق رد الحركة على الانتهاكات الاسرائيلية المتكررة ولا تعني نهاية للتهدئة المعلنة «لاننا ما زلنا ملتزمون بها». وهذا هو الهجوم الثاني الذي تنفذه حركة الجهاد الاسلامي في غضون 24 ساعة، حيث تبنت سرايا القدس الاحد الماضي هجوما مشتركا مع كتائب ابو الريش قرب محور فلاديلفي برفح واوقعت قتيلا وجريحين في صفوف جنود الاحتلال، فيما استشهد احد المقاومين في الهجوم. وعلى صعيد العدوان الاسرائيلي المتواصل، أخطرت سلطات الاحتلال المواطنين فخري محمد سعيد الحريبات، وكامل حسين الشوامرة من سكان قريتي سكة ودير العسل أقصى جنوب غربي الخليل، بهدم منزليهما بذريعة البناء دون الترخيص. وامهلت سلطات الاحتلال، العائلتين مدة 14 يوماً لإخلائهما تمهيداً لعملية الهدم. وكانت سلطات الاحتلال، أخطرت أمس ثلاث عائلات من سكان عرب الهذالين شرق بلدة يطا جنوب الخليل بهدم منازلهم بالذريعة ذاتها. من جهة اخرى، دهمت قوات الاحتلال، فجر أمس بلدة بيت فجار جنوب بيت لحم وحاصرت منزل محمود حسن طقاطقة قبل دهمه بطريقة همجية والعبث بمحتوياته حيث اعتقلت نجله الفتى زيد طقاطقة. كما اعتقلت قوات الاحتلال أمس الشاب سائد علي عبد الرحيم أبو قمر من قلقيلية بعد ايقافه على حاجز اقامته على المدخل الشرقي للمدينة. وفي جنين التي كثفت خلال الساعات الاخيرة انتشارها العسكري في محيطها واقامت العديد من الحواجز على طرقاتها، اعتقلت قوات الاحتلال، خلال علمية عسكرية واسعة النطاق، فجر أمس شابين من المدينة، خلال عملية دهم واسعة طالت العديد من منازل المواطنين كما اقتحمت بلدة طوباس وفرضت حصاراً مشدداً عليها.